كم يصنع

لا تُصنع حركة الحياة إلاّ بتفاعل أفرادها سواءً أكانت صناعة إيجابية أم صناعة سلبية، فكم تصنع الإيجابية من بناء ونهضة وحركة وتقديم مبادرات، وكم تصنع السلبية من تأخر وتضجر وسقوط..! وهذا كله بأيدينا، فهل نفقه وندرك هذه الصناعة..؟  قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله " من علامة كمال العقل علو الهمة، والراضي بالدون دنيء ". * كم يصنع الإحسان الأثر في حياة الناس..!  * وكم يصنع الصدق في الحياة الراحة والطمأنينة في التعاملات..!  * وكم يصنع المعروف من الخير " إن خيرَ الناس عبدٌ صالح... كفه للناس بالخير تُمد "..!  * وكم يصنع السعي الحركة والبركة والحيوية والفرحة بالإنجاز في عالم الناس..!  * وكم يصنع الإصلاح والتغيير الإيجابي البناء والإعمار والاستثمار في الإمكانات المتاحة وغير المتاحة..!  * وكم يصنع العدل بين الجميع من ترابط وقوة وتكاتف وتآلف والاستقرار في المجتمع والأمة..!  * وكم يصنع العطاء في حركة الحياة، وعلى قدر الإخلاص يكون الأثر والتفاعل..!  * وكم يصنع الإعلام الإيجابي الفاعل المسؤول من ثقافة وتغيير حيّ أصيل رصين متجدد..!  * وكم يصنع العقل الراقي من أفكار إبداعية تنهض بالمجتمع وتُحركه للبناء والعطاء..!  * وكم يصنع احترام وتقدير الكفاءات وإعطائها مكانتها في أعمالها من تميز وجودة في أدائها..!  وفي المقابل.... * كم يصنع إنكار الجميل والمعروف الذي يُقدم من ألم في النفس وتطاول على هذا الخُلق..!  * وكم يصنع الفجور في الخصومة القطيعة بكافة أنواعها..!  * وكم يصنع المن بالعطاء من ذلة ومهانة، إنها اليد السوداء..!  * وكم يصنع التهافت من تهافت وسقوط في أوحال التهافت..!  * وكم يصنع الظلم من كره وتفكك وألم في المجتمع والأمة..!  * وكم يصنع الإعلام الساقط اللاقط الهزيل المضلل من هدم وتراشق والطعن وانتهاك للقيم والأخلاق وترويج للإشاعات والأخبار الكاذبة..!  * وكم يصنع السب والشتم والبذاءة من تدني في الأخلاق وسفاسف الخطاب..!  * وكم يصنع الغدر الجائر من حرقة في القلب وتخبط في أي إجراءات يتخذها الغادر..!  * وكم يصنع العقل الساقط من أفكار انحلالية تهدم المجتمع وتميّع قيمه وأخلاقه..!  * وكم يصنع إهمال أو تهميش الكفاءات من إهدار الكثير من الطاقات، وتأخير وتعطيل لقيم الجودة..!   "ومضة" تأمل... وفرزُ النفوس كفرزِ الصخور...    ففيها النّفيس وفيها الحجر وبعضُ الأنام كبعض الشّجر ...    جميلُ القوامِ شحيحُ الثمر