19 سبتمبر 2025
تسجيلقمة الكويت تأتي في وقت نحتاج فيه إلى التكاتف أكثر من أي وقت مضى للعمل تحت سقف واحد حصار قطر أضر بالاقتصاد الخليجي والكل كان فيه خاسراً بسبب الخلاف المفتعل وسوء التقدير قمة قادة دول مجلس التعاون الخليجي التي يتوقع عقدها في الكويت خلال هذه الأيام تعكس مدى أهميتها على الشعوب لما لها من قيمة بعيدة المدى، لإنهاء الخلافات بين دول المنطقة والعودة إلى طاولة المفاوضات من جديد عبر الحوار البناء لجمع القلوب وتنقية الأجواء بين الأشقاء، والسعي لحل الأزمة المفتعلة ضد دولة قطر بغرض وحدة البيت الخليجي وهو الأهم، وعندما بدأ الحصار ضد قطر في بداية يونيو2017م كان الكثير من النقاد والخبراء يؤكد انتهاء هذه الأزمة بعد مرور أسابيع. إلا إن الأزمة طال أمدها، وهي تكمل اليوم شهرها السادس، وتقترب من عام 2018م، ومع اقتراب عقد قمة الكويت يتحدث الكثير من المحللين عن بوادر انفراج قريبة بدأت تلوح في الأفق، بينما يتحفظ البعض، ويقول البعض الآخر بأنه حتى لو لم تنفرح الأزمة برمتها فإن البدء في الحوار هو الأهم لنسيان هذا الخلاف المفتعل، لأنه لا يخدم سوى أعداء الوحدة ومن يتربص بنا لشق الصف الخليجي الواحد عبر إشعال أزمات جديدة لا تقدم ولا تؤخر . وبما أن الخلافات ما زالت قائمة بين الأشقاء منذ منتصف العام الجاري، إلا إن التفاؤل يسود الأجواء الحالية من خلال تطلعات وآمال أهل الخليج لإنهاء الخلاف الذي يحتاج عبره البيت الخليجي إلى إنشاد الحوار المطلوب بعيدا عن التضخيم بما يحقق التوافق والتقارب بين دولنا لتحقيق اللحمة الوطنية الواحدة التي كنا وما زلنا ننشدها من خلال ما يتطلع إليه الجميع . شعب الخليج الواحد: ونعلم ويعلم الجميع بأن انعقاد قمة قادة دول مجلس التعاون في موعدها يؤكد على النوايا الحسنة بين الدول، مع إبعاد الخلافات عنها في مثل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها دول المنطقة من أجل رأب الصدع، وإنهاء مثل هذه الخلافات المختلقة التي تضر بمسيرة مجلس التعاون ولا تسهم في إقرار هدف الوحدة بين دولنا . فنحن كنا وما زلنا نعتبر زيادة مثل الخلافات بيننا تجعل من البيت الخليجي عرضة لإنهاء كيان هذ المجلس الذي ولد في عام 1981م، وكان وما زال ينشد الوحدة والتكاتف في ظل التكتلات الدولية والظروف السياسية المحدقة بدول المنطقة وتحاول النيل منا بأي طريقة كانت . ولهذا نريد من هذه القمة أن تكون حاضنة لإنشاد الاتحاد وتفعيل دور مجلس التعاون من جديد لكي لا نصبح أضحوكة أمام العالم، الذي بدأ يسخر منا ومن توجهاتنا السياسية التي تزرع الأحقاد بين الكيان الواحد ولا تسعى إلى لم الشمل من جديد لنسيان هذه الخلافات الطارئة والمفتعلة . ونريد كذلك ألا نجعل الدول الأخرى تتدخل في شؤوننا الخاصة، فمجلس التعاون قام لتحقيق العديد من الأهداف التي تعزز المشاركة في الرأي لترفع دولنا وشعوبنا عن أية خلافات جانبية، لكي نصبح الأنموذج الذي يحتذى به في مجال الاتحاد والتعاون المشترك في شتى الظروف لإنهاء أي أزمة لا تخدم المجلس . القمة الخليجية المرتقبة في دولة الكويت الشقيقة تعتبر قمة مصيرية وحساسة في نفس الوقت لإنهاء الأزمة الخليجية، مع السير قدما بالوحدة الخليجية المشتركة نحو النماء وعدم تهويلها في وسائل الإعلام. فالشعوب لا ذنب لها في مثل هذه الخلافات السياسية الطارئة، وهذا الشيء يجعل من الجلوس على طاولة واحدة للحوار بمثابة البداية الحقيقية لإنهاء الأزمة . إنهاء حصار قطر كما إن فرض الحصار الجائر ضد دولة قطر كانت له عدة عواقب وخيمة على جميع دول المنطقة دون استثناء، وهو ما زرع الكثير من الأشواك أمام حكوماتنا وشعوبنا، حيث جعل هذه الشعوب تنشد الوحدة بعيدا عن أية خلافات ليست في صالحنا، كما إن هذا الحصار جعل العالم بأكمله يحار في كيفية تعامله مع كل دول الخليج، وساهمت هذه الخلافات أيضا في فرض بعض القيود على اقتصادنا بشكل غير متوقع، إذا علمنا بأن اتفاقيات الشراكة بين دولنا وبين بقية دول العالم كانت وما زالت هي الأنموذج الذي يحتذى به كقوة ضاربة لا يستهان بها أبدا . ولهذا فالقمة الخليجية تعقد في ظروف مختلفة عن بقية القمم السابقة، وانفراج الأزمة وخروجها من مرحلة الخلاف إلى مرحلة الحل بمثابة الخطوة الرائدة للتلاحم الخليجي من جديد، فالمسألة أصبحت تتعلق بكيان مجلس التعاون المهدد بالضياع بعد أن كان يقود دول المنطقة نحو الاتحاد . ويتحدث الكثير من المراقبين أن الأزمة الخليجية في طريقها إلى لحل وإن كانت تتجه نحو الحل البطيء كما يبدو وعدم إنهائها بأقرب سرعة ممكنة . كلمة أخيرة: الجميع كان خاسرا في هذه الأزمة كما قال الكثير من الخبراء، والسعي لعقد القمة الخليجية في موعدها على أرض الكويت الشقيقة سوف يسهم في حل الخلافات الخليجية الخليجية عن طريق الحوار الذي كانت وما زالت تنشده دولة قطر حرصا منها على تحقيق الوحدة الخليجية في مثل هذه الظروف.