31 أكتوبر 2025
تسجيلكنت ضيفاً مشاركاً في الندوة الفكرية المهمة التي نظمتها منظمة الإسكوا في بيروت يومي 1و 2 ديسمبر الجاري، التي شارك فيها خبراء بارزون من منظمات دولية ومؤسسات أكاديمية ومراكز أبحاث، إضافة إلى صناع قرار ومنظمات المجتمع المدني وغيرها من الأحزاب المدعوة.. وكانت ندوة مكثفة جدا، بسبب الموضوعات التي تطرقت إليها. ففي اليوم الأول، هيمن النقاش حول موضوع: «تأثير الصراع: تحديات التطوير وإضعاف مؤسسات الدولة»، ومحفزات التطرف والراديكالية العنيفة في المنطقة». وكانت الأسئلة المطروحة للبحث والنقاش في آن معاً تدور كلها حول المسائل التالية: كيف نُعرّف مؤسسات الدولة في البلدان المختلفة للمنطقة؟ وكيف يستشف المواطنون دور الدولة ومؤسساتها في البلدان المختلفة للمنطقة؟ وكيف يؤثر النزاع في تطور نظام الحكم (رسمي أو غير رسمي) في البلدان المختلفة؟ وكيف يؤثر النزاع الحالي والاضطراب السياسي على تطوير الإجراءات المؤسساتية في المنطقة العربية؟ وبأية طرق تفرض البنية الحالية للمؤسسات في العالم العربي تحديات على بناء السلام الوطني الذاتي والنسيج الاجتماعي؟ وما الشروط التي يجب تواجدها من أجل أن يبدأ التحول؟ وما تأثير الحركات الراديكالية على الحكم والانتقال إلى السلام؟ ما هو دور هياكل ومؤسسات الحكم في الوقاية والاستجابة (بما فيها قدرة وملاءمة نماذج الحكم الحالية)؟وعلى الرغم من أن ربع سكان العالم يعيش في البلدان ذات الأوضاع الهشة في هذه المرحلة التاريخية، فإن المنطقة العربية تشهد نزاعات عنفية مسلحة منذ انطلاق ثورات «الربيع العربي». وقد تسببت هذه الحروب في المنطقة في خسائر كارثية وتهجير أكثر من 22 مليون شخص، كما أثرت بصورة سلبية جدا على قدرات الناس في أن يعيشوا حياة كريمة، وقوضت بشدة فرص التنمية المستدامة، وتسببت في تعميق استقطاب السكان على أساس مذهبي وطائفي وعرقي، وهو ما قاد إلى حدوث تصدع مجتمعي كبير في معظم البلدان العربية.في المنطقة العربية، هُمِشَتْ آليات المساءلة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والإدارية السيئة التطوير لعقود ولم تلب احتياجات قسم كبير من السكان، كما تسببت في ارتفاع معدلات الفقر،واتساع التفاوت في الدخل، وارتفاع معدلات البطالة وخاصة بين الشباب والنساء وبحسب تقرير الأمم المتحدة، وصلت نسبة البطالة بين الشباب في المنطقة العربية إلى 24 في المائة في الفترة الممتدة بين عامي 2005 2008، وهو ما يربو على ضعف المتوسط العالمي الذي بلغ 11.9 في المائة في الفترة عينها. كما تشكل شريحة الشباب حوالي 50 في المئة من إجمالي معدّل العاطلين من العمل في المنطقة العربية..ويكمن أحد الأسباب الرئيسية لذلك في صعوبة إيجاد الوظائف الملائمة بعد الانتقال من الدراسة إلى العمل، لا سيما لدى خريجي الجامعات. وفي العالم العربي، يزداد معدل البطالة طردياً مع نسبة التعليم.