05 نوفمبر 2025
تسجيللقد كانت أزمة ومحنة المسلمين الروهينجيا التي مضت عليها سنوات والتي لم يعرها أحد اهتماما بل إن بعض المسلمين لم يسمعوا بها بسبب إهمال الإعلام لها، وفي الآونة الأخيرة كان للإعلام دور لإظهار هذه القضية والدور المشكور لقناة الجزيرة في هذا المجال، مما لفت أنظار الناس وبدأت الدول والمنظمات تتحرك بقوة في مجالات متعددة، وكان لمنظمة التعاون الإسلامي وعلى رأسها الأمين العام البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي، جهود كبيرة لا يستهان بها، فالرجل بذل جهوداً مع الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية وفي المجال الإنساني وأرسل الوفود تلو الوفود لعمل شيء إنساني وفي مجال احترام حقوق الإنسان، وعرفت القضية في محافل كثيرة، كما أن إدارة الشؤون الإنسانية في المنظمة قد بذلت ما في وسعها وتعاونت مع عدة جهات، وقام الأمين العام المساعد السفير عطاء المنان بخيت بجهود مشكورة في هذا الإطار، إلا أنه للأسف لم تجد تعاون عدد من الدول في هذا العمل. ففي الوقت الذي توقع فيه المسلمون أن يكون الموقف السلبي من حكومة ميانمار التي تمارس الدكتاتورية العسكرية والتعصب الديني غير المقبول في عصر أصبحت لغة الحوار والتعايش هي السائدة، إلا أننا وجدنا موقفاً غير مقبول من حكومة بنجلاديش التي وقفت بطريقة تتنافى مع مبادئ حقوق الإنسان برفض استقبال اللاجئين ومضايقتهم وتركهم في البحر يتعرضون للموت، إضافة لعدم قيامها بأي واجب إنساني في هذه القضية، وقد شاهد الكثير صورا لأوضاع اللاجئين في بنجلاديش والمعاملة اللاإنسانية تجاه هؤلاء وحرمانهم من أبسط حقوق الإنسان، فمثلاً لا يجدون المياه ولا يسمح لهم حتى ببناء أكواخ ولا الحمامات ولا العلاج ومنع وصول الإمدادات الإغاثية إليهم. هذا الأمر المرفوض إنسانياً وأخلاقياً تجاه اللاجئين وهو عُرف دولي، فالدول مهما اختلفت إلا أن اللاجئين لا تغلق أمامهم الأبواب في الحالات الإنسانية كالحروب. لذا استغرب الناس هذا الموقف إضافة إلى معاملة البوذيين الذين يحملون جنسيات بنغالية ومضايقتهم، كل هذا يقتضي أن تتحرك الدول الإسلامية للضغط على بنجلاديش من خلال الحوار وقيام دول مجلس التعاون الخليجي وماليزيا وغيرها بالحوار مع حكومة بنجلاديش للوصول إلى حلول عاجلة، وذلك من خلال لقاءات تضم دول مجلس التعاون وباكستان وماليزيا وتركيا وإندونيسيا في هذا الإطار لمناقشة هذا الملف بإشراف منظمة التعاون الإسلامي وأمينها العام المبارك الموفق أكمل الدين إحسان أوغلي لبحث آليات العلاقة بين بنجلاديش ومسلمي الروهينجيا واللاجئين وتسوية هذا الوضع وتبني الموضوع دولياً وتشكيل لجنة على مستوى وزراء الخارجية للحوار مع حكومة ميانمار ودراسة الملف وطرق حله. إن الجميع يشيد بالدور الذي لعبته المملكة العربية السعودية في هذا المجال منذ سنوات طويلة واستقبال اللاجئين واعطائهم امتيازات، أضف إلى جهودها الإنسانية، وأخيراً دور المنظمات الإنسانية وبالأخص القطرية وكذلك الدور التركي المتميز ودور إندونيسيا، إلا أن هذه الجهود يجب ألا تكون فردية وتكون بشكل جماعي. إن الدول الإسلامية يجب أن تتحمل مسؤوليتها وتثبت دورها في المجال الدولي وتدعم دور المنظمة وأمينها العام في هذا الإطار، ولا شك أن هناك مؤسسات كالاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والآسيان سيكون لها أثر كبير، إضافة للعلاقات الثنائية مع دول كالصين والكوريتين والهند سيلعب دورا كبيرا من خلال المصالح المشتركة، وهناك وسائل عديدة تقتضي التحرك لأن ديننا ومبادئنا الإنسانية تتطلب منا العمل في هذا الإطار، كما أن دولة بنجلاديش يجب أن تتحمل مسؤوليتها كعضو في منظمة التعاون الإسلامي والمنظمات الدولية الإنسانية، كما أن لها مصالح في دول مجلس التعاون الخليجي التي يجب أن تمارس ضغوطها بقوة بهذا الخصوص.