21 سبتمبر 2025
تسجيليبدو أن كرسي الحكم في الوطن العربي مسكون بشيء ما وهذا الشيء لا أستطيع معرفته لأن سحره وإغراءه جعل من أغلب حكامنا العرب اما أنهم في عداد الموتى أو القتلى أو المعتقلين أو الهاربين فلم نسمع أو نشاهد حاكما عربيا غادر هذا الكرسي طواعية وبشكل ديمقراطي وسمح لغيره بتداول الجلوس على الكرسي ولم نسمع أو نشاهد رئيسا عربيا "سابقا" ما عدا ظاهرة فريدة تمثلت بالرئيس السوداني السابق سوار الذهب.. ولأن هذا الكرسي العربي المسكون نجده بدأ يؤثر حتى على الذين يحلمون بالجلوس فوقه وبدأ بعضهم رغم أنهم يحلمون يغيرون من مبادئهم وأفكارهم ومعتقداتهم اعتقاداً منهم بأن هذا التغيير في نهجهم الاستراتيجي يحقق لهم حلم الجلوس على كرسي الحكم. الدكتور برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري خير مثال على هؤلاء الحالمين والطامحين إلى الجلوس على كرسي الحكم في سورية الشقيقة وهذا حق مشروع له ولغيره من المواطنين السوريين بتحقيق هذا الحلم ولكن يجب تحقيق هذا الحلم المشروع بطرق مشروعة ولعل من أهم هذه الطرق المشروعة معرفة البرنامج الاستراتيجي لكل من يحلم بالوصول إلى الحكم وإفساح المجال بحرية تامة للشعب أن يصوت أو يختار هذا البرنامج الاستراتيجي هذا إذا أردنا التخلص من لعنة الكرسي العربي "المسكون" ونسمع مستقبلاً عن رئيس أو حاكم دولة عربية "سابق". والدكتور برهان غليون يبدو أنه أصيب بهذه اللعنة لهذا الكرسي "المسكون" قبل أن يجلس عليه لأنه بدأ يتنازل عن مواقفه ومبادئه ومعتقداته التي نعرفها عنه فهو رجل وطني وعروبي ودافع ويدافع في كل مواقفه عن الحق العربي وخاصة الحق العربي المغتصب في فلسطين وكل الأرض العربية المحتلة التي دنسها العدو الصهيوني ويرى أن هذا العدو هو سبب تمزق وتشرذم الأمة العربية ويرى أن المقاومة هي السبيل الأمثل لعودة الحق العربي المغتصب. بالأمس قرأت تصريحاً منسوباً للدكتور برهان غليون في صحيفة "وول ستريت جورنال" ذكر فيه أن سورية ستقطع فور وصول المجلس الوطني السوري إلى الحكم العلاقات مع إيران وحزب الله وحماس!! وقال غليون لهذه الصحيفة إذا وصلت إلى السلطة في سورية ومعي المعارضة السورية، فإننا نلتزم باستعادة مرتفعات الجولان التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967م عبر "التفاوض" وليس عبر الصراع المسلح. أتمنى أولاً ألا تكون هذه التصريحات صحيحة وأن يبادر الدكتور غليون إلى نفيها فوراً وأن يحاسب هذه الصحيفة. أما إذا كانت صحيحة فإن لعنة كرسي الحكم "المسكون" أصابته في مقتل قبل أن يصل إليه هذا الكرسي أو أن يصل هو إلى هذا الكرسي. فليس معقولاً ولا مقبولاً أن نتهم النظام السوري بأنه لم يطلق رصاصة واحدة على العدو الصهيوني الذي يحتل الجولان ونتهم هذا النظام بحماية هذا العدو مدة أربعين عاماً ثم نرفض المقاومة المسلحة ضد هذا العدو ونحلم باستعادة الجولان عبر "التفاوض"!! والدكتور غليون يعرف جيداً أن هذا العدو لن يعيد الأرض العربية المحتلة بالتفاوض ويعرف جيداً أن حوالي عشرين عاما من التفاوض الفلسطيني بعد معاهدة أوسلو لم تغير من سلوك هذا العدو ولم تستطع المفاوضات الفلسطينية مع هذا العدو رغم مرور هذه السنين استعادة أو تحرير شبر واحد من الأرض المحتلة بل ان هذا التفاوض ساعد هذا العدو في ابتلاع المزيد من الأراضي وإقامة آلاف المستوطنات فوقها وها هي القدس تتعرض للتهويد ناهيك عن عدد الشهداء والجرحى والأسرى بالآلاف ولا يزال هذا العدو مستمراًُ في إرهابه واحتلاله مما يؤكد أن "التفاوض" لن يعيد لسورية الجولان المحتل وإنما "القوة" المسلحة هي القادرة على استعادة هذا الحق لأن "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة" كما قال قائد الأمة العربية الراحل جمال عبدالناصر.. والعدو الصهيوني لا يعرف إلا لغة هذه القوة لهذا فإن "التفاوض" الذي يدعو إليه الدكتور غليون ما هو إلا وصفة وصفها له حلفاء العدو الصهيوني ومنهم الإدارة الأمريكية والغرب عموما ليصل إلى الكرسي العربي "المسكون"!! لهذا أقول للدكتور برهان غليون أرجوك عد إلى ثوابتكم العربية والقومية وحارب النظام السوري بالشكل الديمقراطي الذي كنت تؤمن به وتمسك باتهام الثورة لهذا النظام بعجزه عن إطلاق طلقة واحدة على العدو في الجولان المحتل وهذه الطلقة أرجو أن تعلن أن المجلس الوطني السوري سوف يطلقها فور وصوله للحكم. أما أن تقول إننا سنعيد الجولان المحتل "بالتفاوض" وتقطع العلاقات مع حزب الله وحماس فهذا سوف يقوي النظام السوري الذي استمر اربعين عاما جاثما على صدر الشعب السوري والشعب تحمل هذا العبء الثقيل أملا بتحرير الجولان والارض العربية المحتلة "بالقوة" وليس "بالتفاوض" الذي تطالب به.. وبهذا التصريح اسمح لي أن اقول لك.. ما هكذا يسقط النظام يا غليون!!