12 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر: رنين المونديال

04 ديسمبر 2010

مع إعلان جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم منح دولة قطر شرف تنظيم مونديال 2022، انبلج عصر جديد، وجميل في الفضاء القطري، وفي الساحات العربية والشرق أوسطية.. عصر يكون فيه استحقاق التأهيل لهذه التظاهرة الدولية الأكثر شعبية على أساس التخطيط الاستراتيجي اللافت، وعبقرية التخطيط، وضمانات الاستعداد المادي، والنفسي، والطموح الذي لا تحده حدود. الفرحة العامرة، والغامرة التي أفعمت الوجدان القطري والعربي، لها ما يبررها، لأن منح شرف تنظيم المونديال يأتي لأول مرة لدولة عربية وشرق أوسطية، لدولة بذلت قصارى جهدها للتخطيط الواعي لهذه المناسبة التي كانت تمنح حتى عهد قريب بصورة وسياسة تنعدم فيها الشفافية، والعدالة، وتوزيع فرص التنظيم للدول المشاركة في هذا العرس العالمي البهيج. دولة قطر تستحق هذا الإنجاز التاريخي بجدارة، لأن الملف القطري الذي يتألف من 750 صفحة، وسبعة مجلدات إضافية يزيد عدد صفحاتها على 2000 صفحة، وتضم وثائق تكميلية لا ينازعها منازع أو يشكك في مضامينها مخادع. أحد المجالات المهمة التي يتميز بها الملف القطري أنه ينسجم ويتناغم مع جميع الشروط التي يتطلبها الفيفا والمنشآت الرياضية، والبنية التحتية والضمانات الحكومية والأمنية والفندقية والخدمات الصحية والعقود الخاصة، والسكن والنقل والأمن والبنية التحتية للملاعب التي تحتوي على أنظمة التبريد، والمناطق المخصصة للإداريين والجماهير والتمتع ببيئة مبردة ومكيفة في الهواء الطلق لا تتجاوز درجة حرارتها 27 درجة مئوية. إضافة إلى تركيز الملف القطري على استخدام التقنيات الحديثة وتوفير مقاعد استاد تبلغ طاقته الاستيعابية 170 ألف متفرج. ورغماً عن استحقاق قطر لاستضافة مونديال 2022، بجدارة متناهية، فإن هناك أصواتا خافتة أتت من الرئيس الأمريكي – الغاضب لإقصاء بلاده من استضافة المونديال -مشيراً إلى أن قرار الفيفا بمنح قطر شرف تنظيم المونديال يعتبر "قراراً سيئاً"، آن للرئيس أوباما الذي حاول أن يسرق فرح القطريين والعرب بهذا الاستحقاق، أن يذرف الدمع الهتون على سياسة بلاده الغارقة في الغطرسة والزهو الأجوف، والخيلاء الخؤونة من خلال فقدانها لبراءتها بشن الحروب على أفغانستان والعراق. كرنفالات الفرح القطري التي اجتاحت كورنيش الدوحة وسائر المدن والعواصم العربية، هي تتويج لجهود ومكابدات القيادة القطرية والجهات المنظمة التي جعلت من ذلك الحلم الجياش حقيقة واقعة مرصعة بثريات الأمل، ومزدانة بأزاهير الطموح وورود التفاؤل. دولة قطر المهد الحنون لشبكة الجزيرة العملاقة، وبوتقة التآخي العربي لتحقيق السلام والمصالحة في لبنان والسودان، وغيرهما، تستحق هذا الإنجاز بجدارة نابضة.. فالتهنئة لقادة قطر، وشعبها المضياف.. وإلى مزيد من الإنجازات الرفيعة والاستحقاقات البديعة التي ترسم في الآفاق مياسم دولة صغيرة كحلم كبير ترن أصداؤه من الآن وحتى العرس الكبير عام 2022 في العالم المعولم.