10 سبتمبر 2025
تسجيلخلال الفترة الأخيرة تنامى دور رجال المرور في فك الاختناقات، وتسيير الحركة المرورية على الشوارع والدوارات، وبات حضور رجل المرور أمراً ضرورياً على العديد من الدوارات، لفك الاختناقات المرورية، والتساؤل: إلى متى سيظل هذا الوضع؟ وهل المشاريع الجديدة التي تنفذ ستنقذ الموقف؟ من المهم جداً أن تكون المشاريع التي تنفذها هيئة الأشغال تتخطى الأزمة الحالية واختناقات الشوارع أو حل أزمة مرورية مؤقتة، بحيث يكون المستقبل هو الذي يحدد هذه المشاريع، بمعنى أن يتم رسم سياسة البنية التحتية للشوارع في ضوء حجم التزايد السكاني، وحجم دخول المركبات للسوق سنوياً، فعدد السكان يتضاعف بصورة كبيرة، فاليوم يصل الى نحو مليون نسمة، ان لم يكن قد تجاوز ذلك بالفعل، وهو ما ينبغي أن يؤخذ في الاعتبار عند تنفيذ أي مشروع مستقبلي، إضافة إلى أن عدد المركبات التي تدخل إلى الشارع عبر الاستخدام بالتأكيد تبلغ عدة آلاف، حيث تشير إحصائية إلى أن عدد السيارات التي تم الترخيص لها خلال العام الحالي بلغ نحو 48 ألف سيارة، فيما تم صرف نحو 65 ألف رخصة قيادة جديدة خلال العام الجاري، بزيادة قدرها نحو 80% عن العام الماضي، وهذا يدل على حجم الزيادة السكانية، وزيادة المركبات الداخلة إلى الشارع، وبالتالي يجب أن تبنى السياسات الخاصة بمثل هذه الأمور على الاحصاءات والدراسات المستقبلية، بحيث لانفاجأ بعد عامين أو ثلاثة بأن الشارع الذي كلف إنشاؤه عدة ملايين لم يعد يستوعب الزيادة السكانية وزيادة المركبات. لا نريد أن تكون مشاريعنا مرتبطة بحل أزمة آنية، دون التفكير فيم سيكون عليه الوضع مثلا بعد 20 عاماً بالنسبة للشارع أو الدوار أو الجسر أو الإشارة المرورية، وهل سنظل نعتمد على رجل المرور في تحريك الحركة المرورية، أم أن الوضع سيتغير فعلياً إذا ما تم الانتهاء من المشاريع التي تنفذ حالياً؟ نخشى أن نعود بعد عامين أو ثلاثة إلى تخطيط جديد لبعض الشوارع التي تجرى الصيانة فيها حالياً، بعد أن تكون قد ضاقت بالحركة المرورية، وأصبحت تشكل عائقاً واختناقاً جديداً، وبالتالي لم تعد تلبي حاجة الوضع الجديد. نأمل من المسؤولين سواء في هيئة الأشغال أو وزارة الداخلية أو الجهات الأخرى مجتمعة، وضع تصور لما قد تكون عليه قطر خلال العشرين عاماً القادمة على أقل تقدير، بحيث يتم تنفيذ هذه الشوارع والبنى التحتية في ضوء ذلك، حتى لا تتحمل الدولة أعباء مالية طائلة في تنفيذ المشاريع، ثم تعود مرة أخرى بعد سنوات قلائل لتعيد رسمها وتخطيطها من جديد.