11 سبتمبر 2025

تسجيل

إنها المعاصي

04 نوفمبر 2022

مكدرات.. ضنك.. موانع.. مبددات.. بؤس.. شؤم.. حرمان.. ظلام.. شقاء.. هلاك.. ذل.. وحشة...، كل هذا وغيره في المعاصي، ولو كان عندك من الخير والرفاهية والسعادة ما تتغنى به في ليلك ونهارك، وتتباهى به أمام غيرك، وإن كان المجتمع في تقدم علمي مادي، وبه مبان تناطح السماء «إنَّ الرجل ليحرم الرزق بالذنب يُصيبه»، والرزق هنا ليس مقصوراً على الجانب المالي المادي المحسوس المتعارف عليه، وإنما هو حرمان عام يطارد الفرد والمجتمع في كل شيء أياً كان هذا المجتمع. فلا تغرنك الظواهر المادية!. فكم من معصية نكّدت على صاحبها حياته! وكم من معصية أتت بالحزن وقضت على موارد الفرح!. وكم من معصية لا يُرى فيها إلا الظلام بل هي ظلام!. وكم من معصية أتت بالفتن والمصائب!. وكم من معصية أفسدت قلباً وعقلاً!. وكم من معصية عذّبت جسداً!. وكم من معصية أذهبت نعماً بعد أن كان أفرادها بل ومجتمعاتهم يتنعمون بها!. وكم من معصية مسحت الحياء عن صاحبها!. وكم من معصية أذلت مجتمعاً! وكم من معصية كانت سبباً في تمزق وتفرق مجتمع. قال الإمام مجاهد رحمه الله» إن البهائم تلعن عصاة بني آدم إذا اشتدت السنة وأمسك المطر، وتقول: هذا بشؤم معصية ابن آدم». وتأمل لفظة ابن آدم!. قال رجل عند أبي هريرة رضي الله عنه «إن الظالم لا يظلم إلا نفسه، فقال أبو هريرة رضي الله عنه « كذبت، والذي نفس أبي هريرة بيده، إن الحبارى لتموت في وكرها بظلم الظالم». وأنس بن مالك رضي الله عنه يقول كذلك في ذات المعنى «كاد الضب يموت في جحره هزلاً من ظلم بني آدم». أليس الظلم معصية يتأذى منها الجميع؟. فلا يُعجبك ما يكون من أصحابها من فرح بالمعاصي والاستكثار منها في مجتمعاتهم والمجاهرة والتنادي بها وحمايتها بقوانين ومؤتمرات، وإنما هو استدراج وإمهال، قال الله تعالى «وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ». «ومضة» عن جبير بن نفير رحمه الله قال «لما فُتحت قبرص فُرّق أهلها؛ فبكى بعضهم إلى بعض، رأيت أبا الدرداء رضي الله عنه جالسًا وحده يبكي فقلت: يا أبا الدرداء ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله؟ فقال: ويحك يا جبير! ما أهون الخلق على الله عز وجل إذا أضاعوا أمره، بينما هي أمة قاهرة ظاهرة لهم الملك، تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترى». كم فيها من العبر والدروس إنها المعاصي!.. نسأل الله السلامة.