27 أكتوبر 2025
تسجيلجميل أن تكسر الحاجز الإداري الوظيفي بينك أنتَ كوزير أو وكيل وزارة أو مدير مؤسسة أو رئيس جامعة أو مدير مدرسة وبين موظفيك، ليس فقط هو سياسة الباب المفتوح، بل هو إنشاء وتعزيز الاتصال بين المسؤول الأول لمعرفة ما يحدث في المؤسسة، وليس عن طريق النقل فلان عن فلان عن فلان، فالإدارة بالتجوال تعتبر مفيدة لكل من يعمل في هذه الوزارة وتلك المؤسسة، وهي كذلك تنمّي قدرات المسؤول الأول القيادية والإدارية، فهو من يمتلك أدوات السلطات والصلاحيات. فقد قام بها رسولنا صلى الله عليه وسلم قدوتنا فلم يعتمد على تلقي الشكاوى في المسجد فقط، وإنما شارك ومارسها من خلال تجواله في الأسواق وغير ذلك من الأماكن، وتصحيح كل أمر مخالف يراه بالنصح والتوجيه والإرشاد بالقول والفعل منه صلى الله عليه وسلم، وتعزيز كل إيجابية وكل خُلق وقيمة. وما إدارة الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالتجوال إلاّ هي حاضرة أمامنا، فقد كان رضي الله عنه يقوم بواجباته نحو الرعية خير قيام، فقد كان دائم التعرف على أحوال رعيته بنفسه يجلس إليهم، ويلتقي بهم ويعرضون عليه حاجاتهم، الكبير والصغير، والشريف والوضيع، والرجل والمرأة، ولم يكن يعرف رضي الله عنه الاحتجاب عن الناس. فقد قال ابن عباس رضي الله عنهما "كان عمر بن الخطاب كلما صلى صلاة جلس للناس، فمن كانت له حاجة نظر فيها، وكان رضي الله عنه يجلس بعد صلاة الفجر للنظر في أمور رعيته حتى ترتفع الشمس، ثم يقوم فيدخل بيته". فالإدارة بالتجوال فيها الكثير من الفوائد من إتاحة الفرصة أمام جميع الموظفين لمقابلة المسؤول الأول عن صنع القرار، ومن سماع وجهات النظر والتحدث معه من غير عوائق وحواجز عما يجري في موقع العمل، وكذلك التدريب العملي بصورة حية من قبل المسؤول الأول مع الموظفين، والتحفيز والتشجيع للعمل بجدٍ واتقان من خلال توقعهم لزيارة المسؤول الأول لهم، ليس من باب التجسس والتطفل عليهم، وإنما لمصلحة العمل، ورفع كفاءة الموظفين، ومن فوائدها أنها تحقق المناخ الصحي الوظيفي في المؤسسة، وتعزيز الثقة والانفتاح والمعايشة بين الإدارة العليا وجميع موظفي تلك المؤسسة. فهل يُدرك كل مسؤول كم في الإدارة بالتجوال من إيجابية؟. اكسر الحاجز أيها المسؤول، فالإدارة بالتجوال تنتظرك وسترى الخير الكثير يعود على العمل. ◄ ومضة تأمل أيها القارئ ويا أيها المسؤول الإداري ما كتبه أميرُ المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه "أما بعدُ: فإنَّ أسعدَ الولاة مَن سَعِدتْ به رعيتُه، وإنَّ أشقى الولاة مَن شقيتْ به رعيتُه". [email protected]