31 أكتوبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); من رموز هذا الوطن في تعليم الأبناء قيادة هذا المجتمع ومن الحافظات لتراث الأجدادهي بمثابة أهم المراجع في الموروث والأحداث الاجتماعية والتراث الشفاهي لحياة أهل قطر إذا كان من وظائف علم الاتصال نقل الثقافة والتراث من جيل إلى جيل.. فان كبار السن والرواة والاخباريين هم ممن يحتفظون بكنوز هذا التراث والثقافة الشفاهية للمجتمع، وهم الذين ساهموا مساهمة كبيرة في تخليد هذه الثقافة والعمل على نقلها لأجيال اليوم بكل أمانة وصدق، حفاظا على الهوية الوطنية وموروثنا الشعبي بشكل خاص.وكبار السن، من الذكور والاناث، هم بمثابة السد المنيع والحصين في تخليد الذاكرة الشعبية وتاريخنا الاجتماعي وعاداتنا وتقاليدنا الاصيلة التي كانت وما زالت حاضرة بكل قوة في بيئتنا القطرية حتى اليوم بقسميها البري والبحري معا، بفضل هؤلاء الرواة والاخباريين الرواد الذين عاشوا حياة أهل قطر القديمة بحلوها ومرها، وكافحوا من أجل لقمة العيش، وبحثا عن الرزق والكسب الحلال، مع القيام بتربية الأبناء خير تربية لخدمة وطنهم والمساهمة في تنميته وتشييده بالشكل الذي يليق به.* الأم التي ربّت وتعبت:الوالدة صالحة بنت ناصر بن حطاب الكعبي (1925 — 2017)، هي إحدى الأمهات القطريات اللاتي وضعن اللبنات الأولى لتأسيس عائلة كريمة مع زوجها المرحوم راشد بن سريع بن محمد الكعبي المتوفى في الدوحة سنة 1965 م، قوامها العلم وإحياء عادات أهل قطر وسلومهم الأصيلة والحرص على تكوين بيئة خصبة من الرجال الأوفياء لبلدهم، هذا بجانب اهتمامها بالاناث والحرص على توجيههن وتربيتهن أحسن تربية من أجل بناء هذا الوطن الذي يفخر بالمرحومة صالحة الكعبي وبأمثالها من أمهات قطر ذلك الرعيل الأول النادر في تكوينه الثقافي والتربوي.ولدت صالحة الكعبي — رحمها الله — في شمال قطر في إحدى مناطق سكن أسرة الكعبان العريقة في شمال قطر سنة 1925 م وهي نفس السنة التي عرفت بسنة الطبعة أو سنة الدالوب، تلك الكارثة البحرية التي وقعت أحداثها في قطر والخليج وتسببت في بعض الأضرار في الأرواح والعتاد.وشبت الفقيدة على التربية الصالحة، وحفظت ما تيسر لها من القرآن الكريم كعادة القطريين في ذلك الوقت، وكانت مؤمنة بربها ومتدينة، كما كانت من رواد التراث والموروث الشعبي والتاريخ الاجتماعي في قطر.. أي أن عمرها بلغ يوم وفاتها حوالي 92 سنة على وجه التقريب، ويقال بانها كانت تحفظ الكثير من الأحداث الاجتماعية والسياسية التي وقعت في قطر وبخاصة في منطقة الشمال.وهي والدة رجل الأعمال والوجيه الكريم ناصر بن راشد الكعبي الذي يشغل حاليا منصب عضو مجلس الشورى القطري، وكذلك عضو اللجنة الاستشارية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وكذلك ابنها السيد سريع بن راشد الكعبي مساعد الامن العام للشؤون الأمنية بوزارة الداخلية سابقا، ورجل الأعمال محمد بن راشد الكعبي، ورجل الأعمال حمد بن راشد الكعبي (رحمه الله) المتوفى سنة 2004 م.. كما أنجبت (4) من البنات.. وللوالدة صالحة الكعبي (3) من الأخوة وهم: جبران ومحمد وخلف.وقد عاشت الفقيدة في شمال قطر، وسكنت في عدة مناطق منها: سمسمة، والقطنة، والقاعية، وروضة الفرس.. وغيرها.. وبعد انتقالها للمعيشة في الدوحة العاصمة عاشت في بعض الاحياء والفرجان السكنية فيها مثل: ارميلة، والغرافة، وابن عمران، والخريطيات.** من أعلام الموروث والتراث القطري:كما عرف عن الفقيدة صالحة الكعبي بانها كانت من أبرز الحفظة للتراث والموروث الشعبي القطري في الماضي، حيث حفظت كل هذه الموروثات من أجدادها وتعلمته ممن جالستهن من نساء أسرتها وأقاربها، فقد عرف عنها ترديدها للأشعار الشعبية والقصص والحكايات والأمثال والألغاز الشعبية التي كانت تنتشر في البيئة الشمالية من المجتمع القطري خلال القرنين الماضيين على وجه الخصوص.. بجانب التزامها بتقاليد قطر القديمة في حياة أهل البادية وهي جزء من تراثنا القديم.ويذكر أبناؤها اهتمام الفقيدة بالمشاريع الخيرية، ومنها بناء ثلاثة مساجد وبعض الآبار وأحد مراكز تحفيظ القرآن الكريم، عسى الله ان يتقبل منها ويجزيها خير الجزاء.** كلمة أخيرة:رحم الله نساء الرعيل الاول من نساء قطر، ذلك الجيل الذي لا يعوض ولا يقدر بثمن، لانه عاش حياة البساطة وولد على الفطرة وخرج لنا الأجيال والأحفاد الصالحين، فهي التي واصلت تعليمها ونافست من أجل التحصيل العلمي لبناء قطر وخدمة هذا المجتمع الذي سيظل يفتخر بكل من عاش في ذلك الزمن.. زمن الطيبين.