15 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); عمليات تجميل عكسية كثيرة تجريهن سيدات تعاملن مع بعض صالونات التجميل لاستئصال السلكون من وجوههن أو من أماكن أخرى، بسبب أخطاء وتشوّهات أصبن بها لعدم توفر الخبرة عند الذين يعملون في هذه المهنة، أو بسبب بدء الاحساس بأنّهن أصبحن شيئا مختلفا عن طبيعتهن الأولى التي خلقن عليها، أو ربما أكثر تعقيداً من ذلك،تتمثّل بتدني احترام الذات.يؤكد الأطباء وعلماء النفس والاجتماع، أن هذه العمليات لتغيير صورة الوجه أو الجسم غير نافعة وغير طبيعية وضارة، لأن لها مخاطر طبية من جهة، وآثار نفسية من جهة ثانية، كاضطراب الشخصية ومرض الذهان.فالإنسان، سيدة كانت أو سيّد، الذي يحاول تغيير خلقه يصاب بنوع من التوتر النفسي أو الاكتئاب، ويعني كذلك عدم احترام الذات،.. نعم تغيّر الشكل الخارجي، ولكن المضمون بقي ذاته، وهذا ما ينعكس سلبياً على هذا الإنسان.صالونات ومراكز التجميل التي انتشرت في البلد بكثرة مع الطفرة العمرانية، حيث يقوم العاملون فيها من الجنسين، بمعالجة بعض أمراض البشرة خصوصا بشرة الوجه وبإجراء عمليات شفط للدهون من الجسم وجراحات خارجية للانف والشفاة والوجه، وأعمال أخرى من المفروض أن يمارسها أطباء تجميل متخصصون.ومن المفروض أن تكون هذه الصالونات تخضع باستمرار للتفتيش عليها من قبل لجان رقابة متخصصة من الجهات المسؤولة في الصحة والبلدية للوقوف على أي ممارسات خاطئة تحتاج إلى تصويب، أو اغلاق الصالونات المخالفة لقواعد المهنة، وبالتالي لا يسمح لأصحابها بإعادة مزاولة العمل إلا بعد تصويب أوضاعها.وهناك ظاهرة أخرى آخذة بالانتشار فيما يتعلق بأعمال التجميل، تتمثّل بما يقوم به البعض من النسوة باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي المتعددة مثل الفيس بوك وتويتر وانستغرام للترويج والاعــلان عن مساحيق ومستحضرات تجميل، ومختلف أنواع صبغات الشعر، وأدوية وعلاجات تتعلق بتخسيس الوزن وازالة البقع والسواد من الوجه باستخدام مراهم وادوية مصنّعة يدويا، وغيرها من أدوات التجميل، مقابل مبالغ مالية أقل من السوق والصالونات.وهناك خدمة أخرى تم رصدها عبر تلك الوسائط، تتمثّل بعروض لراغبات التجميل من السيدات بالتوجه إليهن للمنازل وعمل اللازم، بما يعد مخالفة صارخة وخطورة على صحة الزبائن من النسوة، خاصة ان كافة منتجات التجميل التي يستخدمها هؤلاء السيدات مجهولة المصدر، وغير معتمدة، فضلا عــن عــدم حصولهم على شـهادة مـــن الجهات المختصة لممارسة اعمال التجميل "كوافيرة منزلية".اذن نحن أمام معضلة انسانية تؤثّر على الصحة أولا، وثانيا، مخالفة قانونية تتعلق بممارسة المهنة،، فما هو المطلوب؟يرى البعض ضرورة تكثيف الرقابة على الاعلانات لضبط المخالفات، خاصة من يعملن بهذه الطرق، وأغلب من يقمن بهذه الأمور غير مؤهلات، كما أنهن يفتقدن إلى الشروط الصحية وغيرها من الاجراءات المختلفة الأخرى التي ترتبط بترخيص مزاولة هذا العمل.كما يتوجب على النساء اللواتي يهرعن مسرعات وراء صرخات الموضة، أن يتحققن أولا ممن يقدمن عليه حتى لا يقعن ضحية الغش والاحتيال ويفقدن جمالهن، ولا يستجبن لمثل هــذه الدعاية والعروض الرخيصة مع ضرورة الابلاغ عن هؤلاء السيدات.نختم بتذكير من يلجأن إلى تغيير خلق الله، وأعني هنا صالونات ومراكز التجميل، وكذلك النساء اللواتي يركضن وراء الصرعات، لتغيير صورهن وأشكالهن، لنتأمل هذه الآية من (سورة النساء) والدالة بمضمونها وتفسيرها على النهي عن تغيير خلق الله، في قوله سبحانه وتعالى عن الشيطان: "وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ"، وبعد أن تعهد إبليس بأنه سيوسوس للناس ويأمرهم ليغيروا خلق الله، يقول تعالى في(سورة غافر):"...وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ، فتبارك الله أحسن الخالقين"... وإلى الثلاثاء المقبل.