17 سبتمبر 2025

تسجيل

الشعب التركي يقول كلمته

04 نوفمبر 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); رغم وقوف المعارضة كلها ضده ووجود دعوات خارجية دعت لها وسائل إعلام أجنبية حثت فيها الشعب التركي على عدم انتخاب حزب العدالة والتنمية، إلا أن الشعب التركي أعطى ثقته في الأول من نوفمبر 2015 لحزب العدالة والتنمية لكي يشكل الحكومة وحده وبهذا يكون الشعب التركي قد اختار الاستقرار على الخيارات المجهولة التي عادة ما تهب مع رياح الحكومات الائتلافية. وبهذا سيستمر حزب العدالة في قيادة دفة تركيا إلى مشارف العام 2020 ما لم تحدث أي أمور استثنائية.ومع أن الحملة على تركيا كانت أقل من الانتخابات الماضية إلا أن هذا لم يمنع صحف ووسائل إعلام كبيرة أن تشن حملتها على حزب العدالة بشكل فظ وبعيد عن المهنية، فعدة صحف مثل الإيكونيميست وول ستريت جورنال وغيرها والتي قرأت الساحة التركية بشكل خاطئ وحاولت توجيه الرأي العام التركي وفق رغباتها أو اعتمادا على مراسليها الذين قد يكون بعضهم له مواقف سياسية ضد حزب العدالة والتنمية في الغالب.صحيح أن فوز حزب العدالة بهذه الصورة الكبيرة لم يكن متوقعا لدى أغلب المحللين، إلا أن الحديث عن خسارة الحزب كان مستبعدا، حيث كانت معادلة لا حكومة دون حزب العدالة والتنمية هي التي تحكم اللعبة السياسية في تركيا، لذا فقد فشلت جميع المراهنات على خسارة الحزب واستطاع الحزب أن يحظى بثقة الناخبين.من جهة أخرى فإن زيادة أصوات حزب العدالة والتنمية في مناطق الشرق والجنوب هي دليل على تزايد جهود حزب العدالة والتنمية هناك ونجاحه في إقناع عدد أكبر من المواطنين الأكراد بأن حزب العمال الكردستاني هو مصدر العنف وليس الدولة وكذلك فإن الحملة الأمنية قد قللت من حجم التهديدات التي أفادت تقارير من هناك بأنها مورست على المواطنين من قبل حزب العمال الكردستاني لإجبارهم على انتخاب حزب الشعوب الديمقراطي الكردي في الانتخابات الماضية.أما جماعة فتح الله جولن التي دعت هي الأخرى المواطنين الأتراك إلى عدم التصويت لحزب العدالة والتنمية فقد باءت دعوتها هي الأخرى بالفشل، كما أن ملاحقة الدولة لأعمالها قد حدت من نشاطها كثيرا، خاصة بعد هروب بعض رموزها المتهمين بقضايا فساد من تركيا واعتقال ومحاكمة عدد آخر. لقد قال الشعب التركي كلمته بأنه مع الاستقرار ومع حزب العدالة والتنمية ومع أردوغان وداود أوغلو، يبدو أن الشعب وجد فرصة ليقارن بين مصير البلد مع حزب العدالة ومصيرها مع الأحزاب الأخرى، ففضل حزب العدالة والتنمية وأعطاه مزيدا من الشرعية للمضي قدما بالبلاد دون الدخول بمشاكل الحكومات الائتلافية وصداعها وجدالها.