26 أكتوبر 2025

تسجيل

الآثار المترتبة على فوز {العدالة والتنمية} في الانتخابات

04 نوفمبر 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); انتهت الانتخابات التركية الحاسمة، بإحراز حزب العدالة والتنمية فوزًا كاسحًا بلا منازع، حيث صوَّت واحد من كل شخصين في تركيا لصالح العدالة والتنمية، الذي حصد نحو 50 ٪ من الأصوات. كما أحرز العدالة والتنمية تقدمًا ملحوظًا مقارنة بانتخابات يونيو الأخيرة، فيما تراجعت جميع الأحزاب الأخرى. وتمخَّضت عن الانتخابات النتائج التالية: حزب العدالة والتنمية: 49.47 % من الأصوات و317 مقعدًا برلمانيًا. حزب الشعب الجمهوري: 25.30 % من الأصوات و134 مقعدًا برلمانيًا.حزب الحركة القومية: 11.90 % من الأصوات و40 مقعدًا برلمانيًا. حزب الشعوب الديمقراطي: 10.75 من الأصوات و59 مقعدًا برلمانيًا.لقد حطمت نسبة المشاركة الشعبية في الانتخابات البرلمانية، رقمًا قياسيًا جديدًا في تاريخ الانتخابات التركية، حيث هرع الناخبون الأتراك إلى صناديق الاقتراع منذ الصباح الباكر، وبلغت نسبة 85 %. تمكن حزب العدالة والتنمية من استرداد وزيادة الأصوات الانتخابية التي خسرها في انتخابات 7 يونيو الماضي، وهو ما أدى إلى تغيُّر التوازنات السياسية في تركيا بشكل قوي ومفاجئ.ومع بدء الإعلان عن النتائج الأولية للانتخابات، بدأت البلاد تتنفس الصعداء، بالتزامن مع تبدد أجواء الكآبة التي خيمت على المواطنين بسبب العمليات الإرهابية والفوضى، التي خيمت خلال الأشهر الخمسة الأخيرة، وارتفعت معنويات المواطنين الذين ضاقوا ذرعًا من حالة الانسداد السياسي التي وصلت إليها البلاد. وجه رئيس حزب العدالة والتنمية ورئيس الوزراء التركي «أحمد داود أوغلو» خلال جميع الكلمات التي ألقاها ليلة الانتخابات، رسائل تحض على إعلاء قيم التواضع والحس السليم، محتضنًا ومطمئنًا جميع شرائح الناخبين التي لم تصوت لحزبه، ما أدى إلى بعث أجواء من الراحة في الشارع التركي. وفي الوقت نفسه، تمكن داود أوغلو خلال هذه الانتخابات من الحصول على أعلى عدد من الأصوات الانتخابية بعد «رجب طيب أردوغان» (رئيس الجمهورية التركية حاليًا)، ما يعني أنه سيظهر من الآن فصاعدًا كسياسي تلقى دعمًا قويًا من الناخب التركي، وهو ما يشكل عاملًا مهمًا في المعادلة السياسية التركية.الأصوات الأكثر أهمية في الانتخابات والرسائل التي حملتهالقد كان للأصوات الانتخابية التي لعبت دورًا مفصليًا خلال انتخابات يونيو الماضي، دور مهم في هذه الانتخابات أيضًا، حيث لعب المواطنون الأتراك والأكراد الذين يولون أهمية لهويتهم الإثنية، دورًا مهمًا في تحديد مصيرها، حيث تمكن العدالة والتنمية، من استعادة الأصوات الانتخابية التي خسرها لصالح «الحركة القومية» و»الشعوب الديمقراطي»، حيث لعبت تلك الأصوات دورًا هامًا في فوزه.لقد حملت نتائج الانتخابات هذه أيضًا، رسائل مهمة للأطراف بالساحة لإشعال حرب أهلية، ونشر الفوضى والإرهاب في تركيا. حيث عبر المواطنون الأتراك والأكراد عن مدى تعاضدهم من خلال اتحادهم تحت سقف العدالة والتنمية، فكانت هذه النقطة من أهم النتائج التي أفرزتها هذه الانتخابات.لقد أظهر المواطنون الأكراد من خلال تصويتهم لصالح العدالة والتنمية، ردة فعل قوية ضد منظمة «بي كا كا» الإرهابية وامتدادها السياسي في البلاد المتمثل بحزب «الشعوب الديمقراطي»، في الوقت الذي عاقب فيه الشعب التركي الحزبين القوميين (الحركة القومية التركية والشعوب الديمقراطي) اللذين يتغذيان على العنف، ويستغلان الأعمال الإرهابية التي تطال القرى والمدن وحتى العاصمة التركية، وأحجم عن التصويت لهما. رسالة وطنية مناهضة للغربشنت جميع وسائل الإعلام الغربية تقريبًا، خلال فترة العملية الانتخابية، حملة شعواء ضد حزب العدالة والتنمية ورئيس الجمهورية «رجب طيب أردوغان»، ودعت بكل صراحة وجرأة، إلى عدم التصويت لصالح حزب العدالة والتنمية، إلا أن المواطنين الأتراك عبروا عن إرادتهم بكل وضوح، ووقفوا في وجه الضغوط والهجمات الإرهابية التي أتت من خارج الحدود، حيث أدرك المواطنون حجم المخاطر الخارجية التي تتهدد أمن وسلامة البلاد والمنطقة، والتفوا حول رئيس الجمهورية وحزب العدالة والتنمية. لذا نستطيع القول: إن نتائج الانتخابات التركية ستؤثر بشكل مباشر أيضًا على السياسات العامة الخاصة بالشرق الأوسط، حيث ستعزز تلك النتائج مرة أخرى، أطروحة أردوغان – داود أوغلو الخاصة بسياسات تركيا الخارجية حيال كل من سوريا وفلسطين ومصر على وجه الخصوص.وسنعمل في مقالتنا الأسبوع المقبل على تقييم ذلك بشكل مفصل.