12 سبتمبر 2025
تسجيلستة وعشرون ألف جندي وضابط سينتشرون بالشوارع والميادين اليوم أثناء محاكمة د. مرسي! يا للهول! هل ستقوم الحرب؟ على أي غزوة ستقدم هذه القوات المؤللة، الراجلة، والراكبة، والطائرة، والساكنة فوق أسطح البنايات؟ كل هذا التجييش من أجل محاكمة الرجل الذي وصل إلى كرسي الرئاسة بالانتخاب والشرعية؟ أمع الشرعية يحدث كل هذا؟ وماذا كنا سنرى، وكم من الحشود كان يمكن تجهيزها لو أن الرجل اغتصب الكرسي أو سقط بالبراشوت ليحتله قسراً؟ ما علينا من الحشود الأهم على ماذا سيحاكم والرجل لم يقتل، ولم يأمر بقتل؟ ثم ان محاكمة الرجل سياسية فلماذا قلبها المعنيون لتكون جنائية، ثم ما العمل والرئيس الشرعي يرفض المثول أمام المحكمة لعدم اعترافه بها؟ هل سيحضرونه بالقوة الجبرية، أم سيتم إقناعه؟ أتأمل صورة الرئيس المنتخب الذي سيقف اليوم وراء القضبان وهو الرئيس النظيف الذي لم يسرق المليارات من قوت ناس مصر ليحولها لحساباته بالخارج، وهو الذي لم يطلق أولاده (والمدام) للتعامل مع مصر المحروسة على أنها وسية، وتكية، وملكية خاصة يرمحون فيها ليجمعوا ما لذ وطاب دون حسيب ولا رقيب، شقق، شاليهات، قصور، أراض، هدايا، منافع لا تحصى ولا تعد، ولم يفتح (راجل) فمه ليقول لهم كفاية نهب، كفاية سف، كفاية شفط!! أتأمل صورة الرئيس الواقف خلف القضبان ليحاسب في محاكمة هزلية بامتياز وهو الذي لم يجامل إسرائيل فباعها غاز المحروسة بملاليم بدل الملايين، ولم يظلم شعبه على امتداد عقود ليعيش ملايين تحت خط الفقر مطحونين بالعوز، والمرض، وأوجاع الفاقة، وهو الذي لم يتجاهل التنمية الشاملة لتتهالك منظومة التعليم، والصحة، وتتفاقم البطالة ومعها ما لا يحصى من هموم وغموم لمجتمع يعيش معظمه على الحافة، وهو الذي لم يملأ السجون بمعارضيه خلاصا من زنهم بل كان الرجل الذي حاول قدر استطاعته أن يرمم الواقع الموجوع فلم يفلح لأن المتربصين تحالفوا على إسقاطه من أول يوم تولى فيه السلطة، نعم له أخطاء، وله كبوات، وله مآخذ لكن كان يمكن إصلاحها أو تلافيها لو عاونه الصادقون المحبون لمصر، لكن الكارهون لمجرد اسم الإخوان ما كانوا ليطيقوا أن ينجح الرجل فلم يمهلوه الأربع سنوات بل سعوا إلى أن يصل إلى ما وصل إليه اليوم حتى لا تقوم للإخوان قائمة، وشتان ما بين رجلين وقفا خلف القضبان الأول (المخلوع) الذي تنعَّم في سجن الخمسة نجوم ولم يرد أمواله المهربة لخزينة الدولة توبة وأوبة ومصالحة، وبين رجل خالي الوفاض إلا من إيمانه بعدالة الذي خلقه، وقد كنت من المندهشين لسرعة محاكمة د. مرسي حتى قال محمد الدماطي المتحدث الرسمي باسم هيئة الدفاع عن الرئيس المعزول إنه يراد محاكمة الدكتور مرسي حتى يصدر حكم سريع ضده، وإذا صدر ضده حكم جنائي في القضية تسقط الشرعية التي يتحدث عنها ويتمسك بها الرئيس المعزول. الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر، ويسأل الموجوعون هل سيمر اليوم بسلام أم أنه يوم عصيب مترع بالآلام؟ * * * طبقات فوق الهمس * متى نرى كل الذين قتلوا المصريين وحرقوا قلوب الأمهات على فلذاتهم في محمد محمود، ورمسيس، وماسبيرو، والنهضة، والاتحادية، ورابعة العدوية في القفص، متى القصاص للقتلى المحروقين، والمصابين، والمعاقين، والأرامل، والأيتام، متى القصاص لدموع مصر؟ * لماذات كثيرة يسألها الناس منها؟ لماذا منع مطار القاهرة نجل د. مرسي من السفر أمس لاستكمال دراسته في ماليزيا؟ لماذا جلسات التصويت على المواد المعدلة في الدستور سرية؟ فيها حاجة لا سمح الله عيب حد يسمعها ولا فيها حاجة تخدش الحياء؟! * يقول بغطرسة (إن الشعب المصري كله يريد "السيسي" رئيساً) طيب والمتظاهرون المطالبون بالشرعية وقالبين الدنيا ليل نهار في مصر وخارجها مش برضه مصريين؟ يمكن من كوالالمبور! * مصدر قضائي قال أمس (إن محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي لن تبث على الهواء) ياريت نعرف ليه، خايفين من إيه؟ ولماذا تقلق سلطة تقول إن شعب مصر كله يؤيدها؟ بل كيف تضيع الحكومة فرصة ذهبية كمحاكمة مرسي لتثبت لضيفها (جون كيري) إن مصر فعلاً ديمقراطية؟؟! * شطب الاتحاد المصري (للكونغ فو) لاعب المنتخب الوطني (محمد يوسف) بسبب ارتدائه قميصاً أصفر اللون يحمل شعار رابعة، وإشارته بيده بنفس الشعار خلال تسلمه للميدالية الذهبية.. يوسف يقول: (أنا مصاب برصاصة مستقرة في ساقي منذ جمعة الغضب، وتأذيت نفسياً لاتهامي بعدم الوطنية وأكد أن له أصدقاء كثيرين استشهدوا في ميدان رابعة العدوية تمنى وجودهم معه أثناء تتويجه ويقول كأني كنت أرى الفرحة في أعينهم لحظة التتويج فكان أقل شيء أن أرفع شعار رابعة إهداءً ووفاءً لهم) وبعد ما تقدم هل يستحق بطل مصر الشطب من الاتحاد وإهانته لمجرد رفع يده بإشارة رابعة؟ يادي رابعة اللي مجنناهم! * قامت الدنيا ولم تقعد على المدعو "باسم يوسف" عندما مس السلطة الحالية في برنامجه (البرنامج)، شحذ المجاملون أقلامهم، وأعلنوا غضبهم العارم من جرأته، وتجاوزه، وضرب القيم والمبادئ، وتعاليم الأخلاق، بإيحاءاته الجنسية، ولإهانته للشعب المصري كله بتعرضه لرمز من رموزه "السيسي" السؤال أين كنتم يا سادة عندما خصص باسم يوسف برنامجه المسخرة لإهانة رئيس مصر المنتخب؟ لماذا لم يحرك أحد منكم ساكناً؟ ولماذا لم يكن يومها يهين شعب مصر بإهانته لرئيسه بأقذع الألفاظ، وأحط العبارات؟ * رأيت أمس على الشاشة ضابطاً بلباسه العسكري يضرب رجلاً ضرباً مبرحاً أثناء اعتقاله يساعده أربعة ظلوا يجرون الرجل ويضربونه حتى أدخلوه عربة الترحيلات! المشاهد للمنظر لابد وأن يسأل نفسه إن كان الاعتقال في الشارع يتم بكل هذه القسوة فماذا يفعلون بالمعتقلين أثناء استجوابهم، والتحقيق معهم؟ وهل يموت المعتقلون من التعذيب حقاً؟ سؤال بريء. * شيزوفيرينيا فاقعة بين من يتكلمون عن الديمقراطية ويطبقونها على طريقتهم، وبين من يتحدث عن العدل وفي يده كرباج يلهب به ظهر الممدد على الأرض يتلوى من الألم! * فاروق جويدة يتهم أوباما بالندالة بعد تجسسه على رؤساء الدول الصديقة! يا شاعرنا العظيم الأندال ياما مش بس أوباما! * مفيد فوزي يقول (البرادعي يملك شجاعة الهروب) السؤال الهروب من إيه بالضبط؟ * * * كلمات لها معنى * أندريه موروا يقول للمندهشين من شراسة الباطل والمجتمعين عليه (إن الحب، والصداقة، والاعتبار لا تشكل جميعاً أواصر متينة متانة الحقد المشترك). * مرسي.. الله معك.