11 سبتمبر 2025
تسجيل(1) من الأسماء التي لمع نجمها في تاريخ ومسيرة الحركة الكشفية القطرية خلال مرحلة تأسيسها وازدهارها الأستاذ محمود نوح المطوع (رحمه الله). واسمه (محمود جاسم حسين ال نوح المطوّع) من مواليد قطر عام 1939م تقريبا. والذي كان أحد القادة الكشفيين في فترة من الفترات، حيث أشرف على أحد المخيمات في راس بو عبود، وكان نشاطه ملموسا ومقدرا في تلك المرحلة المهمة من مراحل النشاط الكشفي المتميز في قطر في فترة الستينيات. (2) وقد سكن المطوع فريج الغانم القديم، وهو أصغر أشقائه، وهم: - نوح - علي - عبدالله.. رحمهم الله جميعا. وتلقى تعليمه الديني على يد قراء القرآن الكريم في تلك الفترة، ثم التحق بالدراسة النظامية في البحرين، ثم رجع الى قطر ليعمل في وزارة المعارف مع شقيقه الأكبر نوح في منتصف الخمسينيات، وعيّن مديرا لمدرسة المرخية مسقط رأس والده وجده عند الشيخ عبدالعزيز بن جاسم بن محمد آل ثاني. وخلال تلك الفترة التحق بالحركة الكشفية في بداية تأسيسها وتنظيمها، وحينها تولى الاشراف على المعسكرات في منطقة راس بو عبود وغيرها. وقد التحق كذلك بالعديد من الدورات التدريبية في المجال الكشفي بتلك الفترة، وله مشاركات عديدة في المخيمات الخليجية والعربية، ومنها في: - مصر - وليبيا. كما نال الشارة الخشبية وكان دوره كبيرا بعد ذلك من أجل تطوير العمل الكشفي في قطر، وهو من الأوائل الذين حصلوا عليها مع بقية القادة القطريين. (3) وما زال الكثير من قادة الكشافة يتذكر الفترة التي قضاها محمود نوح في مسيرة الكشافة عندما كان شخصا فاعلا ومتحمسا في إدارة عمله من خلال التفاعل مع الكشافين من ناحية وادارة المعسكرات والمخيمات والمهرجانات الكشفية من ناحية أخرى. وهو عم المعلق الرياضي الشهير (محمد نوح) وشقيقه (ابراهيم نوح) ووالد المذيع (جاسم المطوّع) في تلفزيون قطر. (4) وقد التحق بالعمل في مجال النفط مع شركة شل في بداية فترة الستينيات من القرن الماضي في عهد حاكم قطر الراحل الشيخ أحمد بن علي آل ثاني. وبعد استقلال قطر عام 1971م تم تعيينه في شركة الأسمدة الكيماوية "قافكو" بالمنطقة الصناعية في مسيعيد عند مرحلة التأسيس ليكون من أوائل مديري العلاقات العامة القطريين في الشركة، وكان من مهام عمله القيام باستقبال ضيوف دولة قطر وإطلاعهم على بداية تأسيس الصناعة في قطر، بحكم تمكنه من التحدث باللغة الانجليزية في تلك المرحلة المهمة من مراحل النهضة الحديثة في قطر. (5) ومحمود نوح كما يعرف الجميع هو أحد المدرسين القدامى في وزارة التربية والتعليم، وله صولات وجولات مع التعليم والعمل الاداري في مؤسساته التربوية. وكان مسؤولا معروفا، حيث انخرط في الحركة الكشفية لعدة سنوات وأدار في مرة من المرات أحد المخيمات لسنة واحدة في منطقة (راس بو عبود). حيث شغل منصب (المفوض العام للكشافة) في ادارة رعاية الشباب التابعة لوزارة التعليم في تلك الفترة عندما كان يقع مبنى هذه الادارة في شارع الخليج بالقرب من جسر الجيدة بمدينة الدوحة العاصمة. وهو أيضا شخصية تربوية معروفة على مستوى التعليم في قطر، وله مكانته في الزمن الجميل. فقد عرف في مجال التدريس ثم اصبح مديرا لإحدى المدارس - كما ذكرنا سابقا - في بداية فترة الستينيات من القرن الماضي. كما عمل رئيسا للقسم الداخلي، ولكنه اشتهر كأحد رواد الرعيل الأول للنشاط الكشفي وهو ما اشتهر به حتى اليوم. وهو كذلك رحّالة كانت له رحلات متعددة اشتهر بها، وقد أجرى معه تلفزيون قطر عدة مقابلات حول رحلاته ومشوار أسفاره وقد قدم هذه الحلقات الشاعر الشعبي الراحل عبدالله الغالي المري (المتوفى عام 2018 م). (6) وبعد تقاعده عن العمل في الدولة اشتهر محمود نوح كإعلامي عبر اذاعة قطر من خلال برنامج (وطني الحبيب صباح الخير) الذي كان يناقش فيه بشكل يومي هموم المواطنين وشؤونهم المعيشية بالاشتراك مع المصلحة الاجتماعية (عائشة المهندي) رحمها الله، وقد نال محمود شهرة واسعة مع المهندي، حيث كانت الاذاعة القطرية مسموعة من قبل كافة شرائح المجتمع؛ لما كان يناقس فيها من قضايا ومشكلات الناس، فكانت محط انظار الجميع في تلك الفترة، خاصة ان محمود نوح كان يصدح بقول كلمة الحق عبر الاذاعة ويتحدث عن قضايا الساحة المحلية وبمساحة واسعة من حرية الرأي. (7) كلمة أخيرة: يبقى محمود نوح من الشخصيات التي أعطت الكثير للتعليم في قطر، وان كان المجال الكشفي هو الأكثر عطاء لما تميزت به فترته بالعمل الدؤوب في تكوين قاعدة جماهيرية من طلاب المدارس في جذبهم للعمل الكشفي، وقد انتقل الى رحمة الله تعالى بتاريخ 18 يونيو 1999م. [email protected]