17 سبتمبر 2025

تسجيل

العرب بين إيران وإسرائيل

04 أكتوبر 2015

يعيش العرب اليوم أصعب ظروفهم ومحنتهم، فها هي تُدمر بلدانهم ويُهجر أبناؤهم وتُرمل نساؤهم وييتم أطفالهم وهم يهيمون في البحار والصحارى والجبال والمخيمات من قِبل إيران في العراق التي تُمارس التهجير.. وفي سوريا انضمت اليوم روسيا بقوتها وبتفاهم غربي لتحقيق أمن إسرائيل. فزيارة نيتنياهو لموسكو فيها صفقة سرية، ونظام الأسد الذي هو حماية لأمن واستقرار إسرائيل، وإيران الني تؤمن إسرائيل بضرب العراق وسوريا. وتقوم باستنزاف دول مجلس التعاون الخليجي أكبر قوة اقتصادية وعسكرية تقلق إسرائيل. فإيران تقوم بالواجب نيابة عن حلفائها الغربيين، والعرب يعيشون حالة نوم وتخدير للتحالف الإسرائيلي الإيراني الغربي ضدهم وصدقوا شعارات إيران. وللأسف إن المنظمات الفلسطينية انخدع بعضها بشعارات إيران وظنوا أنها سوف ترسل لهم فيلق القدس الذي يقاتل في سوريا والعراق ويهجر أهلها ويسفك الدماء ويدمر البيوت ويهجر الناس. وها هي إسرائيل تدمر المسجد الأقصى وتريد طرد المسلمين منه وتريد إنهاء قضية شعب فلسطين. وإيران التي صرخت وجعجعت إذن من طين وأذن من عجين لأن شعاراتها كانت لعبة ضحكت بها على عدد من الأغبياء من المتحمسين للشعارات فأطعمتهم شعارات وسوقتها لهم والآن ضربت بكل شيء عرض الحائط حتى لم تتدخل مجاملة لكارثة مخيم اليرموك على يد شريكها الأسد وبرضاها ودعم حزب الله. لأن الفلسطينيين والعرب المتحمسين نسوا ما فعلته بالفلسطينيين بلبنان. ذاكرتنا ضعيفة جداً لأننا لا نقرأ، متى سنستيقظ ونصحو من سباتنا وتقر ونعترف بهذا التحالف وأن هؤلاء يريدون اقتسام بلداننا لأنهم يعيشون أحلام الإمبراطوريات وأحلام خلقتني من نار وخلقته من طين، وهؤلاء يعيشون على أحقاد الماضي والتاريخ وسبهم وشتمهم للصحابة ليس إلا تعبير عن ذلك.الحقيقة أن إيران أدخلت المنطقة في دوامة الطائفية بعد أن كان المجتمع في وئام ولا خلاف في الظاهر وقبول التعايش، ولكن إيران حركت الصراع الطائفي وفق برنامج كيسنجر وبرنارد لويس. وإيران غيرت التركيبة السكانية ودمرت الجيوش والأسلحة العربية واستنزفت طاقات المنطقة وقدراتها. وإيران حولت الشعوب العربية إلى لاجئين ومشردين وزرعت جروح يصعب التآمها على المدى القريب وأضعفت الصف العربي.. وإيران تركت مدن بغداد ودمشق وصنعاء والمدن الأخرى إلى ديار خربة. وإيران أعادت العرب مائة سنة إلى الخلف. وإيران أضعفت المد الإسلامي في أفريقيا وآسيا وأوروبا وبثت الفتن في الأقليات وشجعت التطرف ودعمته عن طريق المخدرات وعصابات إجرامية بهدف إضعاف الأمة ودينها وتصوير الإسلام بأنه دين الإرهاب والموت لمنع انتشاره وهي رسالة للغربيين والإسرائيليين بتطمينهم من خطر انتشار الإسلام. للأسف لم ندرك ماذا تريد إيران. ورغم أن العديد من العرب سعوا للحوار وحسن الجوار ولكن دون جدوى، وبدأت إيران مخططاتها في البحرين وحاولت التشويش وإفساد الحج والإساءة للمملكة بتصرفاتها الحاقدة. لم تدع إيران وسيلة إلا واستخدمتها ولازالـت تتصرف بأنهـا شرطي المنطقة وتقول للعرب لاحق لكم في العراق لا حق لكم في سوريا لا حق لكم في اليمن أو لبنان. أنتم رعايا كسرى كما كنتم قبل الإسلام. ولذا فأي حوار مع إيران يجب أن ينطلق من مصداقية على الأرض وليس بالكلام. سعت قطر وبنية طيبة وبرغبة في تجنيب المنطقة الحروب وكانت دعوة أمير قطر صادقة لو صدقت إيران وقدمت خطوط عملية وليس مجاملات ومغالطات.. ولذا فإنه قبل الحوار مع إيران يجب أن يتحد العرب ويحلوا مشاكلهم ويعيدوا للجامعة العربية دورها وإعادة الدولة في اليمن وفق الشرعية وخروج الأسد وحكومته بعد الجرائم التي ارتكبها وقيام انتخابات بإشراف عربي ودولي، ووقف الطائفية في العراق وسحب المليشيات وإعطاء العرب حقهم وإعادة المهجرين والتوقف عن التهجير وقيام حكومة ائتلافية محايدة بعيدة عن الجماعات المتطرفة والطائفية ويتم الإشراف عن انتخابات برلمانية محايدة تنبثق عنها حكومة وتتعهد إيران بعد التدخل في شؤون الدول العربية وتتوقف عن المواقف العدائية.