14 سبتمبر 2025
تسجيلقال صاحبي: إن هذه اللغة تتميز بمكانة كبيرة وتتمتع بخصائص منحتها قدرة عظيمة على الصمود أمام التحديات حية قوية، بعض هذه الميزات تنبع من إمكاناتها الذاتية التي وهبها الله لها من خلال مراحل تاريخها ونموها، ومنها نعمة الله عليها وعلى المسلمين وعلى الناس كافة حين اختارها لغة رسالته إلى عباده ولغة دينه، وتعهد بحفظ دينه وقرآنه وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. ونزل الوحي الكريم من عند الله باللغة العربية، لتستقر بها قواعد الإسلام وآيات الكتاب المجيد وأحاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وجاء القرآن الكريم ليبين منزلة اللغة العربية من خصائص منهاج الله وأنها منه قال تعالى: (الر. تلك آيات الكتاب المبين إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون)، يوسف: 1-2. هذه اللغة تواجه خطراً يتهددها ويهدف إلى إضعافها من خلال نشر لغات أجنبية وتغذيتها، وعزل العربية في معظم ديار المسلمين، واللجوء إلى ترويج الدعايات التي تدعو لتغيير حروف اللغة العربية وتغيير قواعدها وأسس بنيانها وبلاغتها. والأخطر من ذلك، إبعاد المسلمين عن القرآن الكريم وعن سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، لأن غياب اللغة العربية أو ضعفها يضعف صلة الإنسان بمنهاج الله أو على الأقل يجعلها مضطربة وعلى قدر ما تضعف اللغة العربية يضعف التلقي من منهاج الله وإذا ضعف التلقي من منهاج الله ضعف الإيمان والتوحيد، وبالتالي يرتبط هذا الخطر بقضية مصيرية في حياة الإنسان، إنها قضية الإيمان والتوحيد وتلقي رسالة الإسلام، قرآنا وسنة تلقيا أمينا دقيقا وأي تنازل عن اللغة العربية إنما هو التنازل الذي يؤدي إلى هجران الكتاب والسنة، والتنازل عن الدين وعن البلاد، لكي تفرق الأمة الإسلامية في ظلام الفواجع والمآسي. لذا من واجب كل مسلم أن يسعى لدراسة اللغة العربية وإتقانها في حدود وسعه وطاقته حتى يحسن التلاوة ويصدق في التدبر.. وبالله التوفيق.