13 سبتمبر 2025
تسجيللست عالم دين، كما أنني على ثقة من أنه ليس بمقدور أحد أن يرسل النصائح لأحد، فالكل كما قيل في الأمثال "راض بعقله" ومن هنا. فإن كل المقالات لا تغير من الواقع شيئاً، ليس لأننا نؤمن بذلك البيت الشهير "لقد أسمعت لو ناديت حيا.. ولكن لا حياة لمن تنادي". حاشا وكلا.. ولكني مثل غيري أحلم.. ومن حقي أن أحلم.. بأن أرى الأمة في مشرقها ومغربها على قلب رجل واحد.. يتحدى الأخطار.. ويهب من رقاده الأزلي، عند الكعبة المشرفة يرتفع النداء، بأن يرفع رب العزة هذه الغمة عن الأمة، صراع الأشقاء في العراق وسوريا واليمن والسودان ومصر وليبيا وتونس، وأن تتصافى النفوس والقلوب، أنا جزء من الحلم العربي – الإسلامي، أتمنى أن تنتهي تلك النغمات النشاز وأن يعم السلام أرجاء المعمورة، أتمنى أن ينتهي التكالب والصراع على المكتسبات الآنية، وأن ينتهي الصراع الوهمي بين هذا وذاك، ما فائدة الحج والمعاناة إذا لم تتصافَ القلوب والنفوس، نعم أعرف كما يعرف غيري أن البعض يشكل له "الحج" إطاراً اجتماعياً، ولكن هل يعلم هذا الثري معاناة المسلم في الصين أو روسيا مثلاً حتى يؤدي هذه الفريضة، هل يعي ويدرك أن المسلم في إندونيسيا عندما يرزقه الله بطفل يضع في حصالته كل يوم روبية، حتى يكون لديه مبلغ عندما يكبر ويكون سنداً له لأداء فريضة الحج. سؤال، لماذا الصراع، وهل هناك مثلا اختلاف واضح بين المذاهب الإسلامية المعترف بها حول الطواف أو السعي بين الصفا والمروة؟ هل هناك إشكاليات تمزق أواصر الأداء، إذا كان الأمر كما أعتقد لا يشكل فروقا جوهرية، فلماذا الصراع بين مذهب وآخر، ولماذا يستل، فريق سلاحه في وجه الآخر؟ إذا كنا نؤمن بالله وبرسالة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، ونؤدي الصلوات الخمس ونصوم في رمضان، فلماذا هذا الصراع الوهمي، ولماذا لم نستفد من دروس التاريخ؟ ما معنى الحج إذا لم يؤد إلى تنقية النفوس وتصفية القلوب من كل ما التصق بها من الحقد والكراهية والبغضاء! إنها حلم جمعي.. أن نلقي خلف ظهورنا كل أنواع الكراهية، وأن نقول ونعمل بما نؤمن به، وأن يكون هتافنا لحنا صافيا منبعه القلب، وللحديث بقية.