14 سبتمبر 2025

تسجيل

الأكاديميون والسياسة التركية

04 سبتمبر 2023

أثارت تصريحات الأكاديمي الأمريكي من أصل تركي دارون عجم أوغلو ردود فعل على الأجندة التركية حيث قال الأكاديمي الاقتصادي: «لا أعرف زعيم معارضة في أي دولة بقي في موقعه بعد خسارة 11 أو 12 سباقا انتخابيا». ويقصد عجم أوغلو بتصريحه كمال كليجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري الذي خسر في 12 سباقا انتخابيا أمام حزب العدالة والتنمية بالرغم من كل المساعي والتحالفات والحملات التي قام بها. الغريب في الأمر أن دارون عجم أوغلو عمل مستشارا لكليجدار أوغلو قبل الانتخابات الأخيرة وبالتالي كان كمال كليجدار أوغلو قد خسر قبلها 11 مرة، ورغم ذلك عمل عجم أوغلو مستشارا له، لذلك فإن السؤال الذي يطرح نفسه هل كان الفارق هو خسارة عملية انتخابية فلا فرق بين 10 أو 11 خسارة.!!! لقد كان عجم أوغلو من الذين يبشرون بأن مسار الديمقراطية والأمل فيها في تركيا هو مع فوز كليجدار أوغلو وتحالفه، ثم بعد خسارة كليجدار أوغلو أصبح يتحدث بطريقة أخرى. إن تفسير هذا الأمر كما يرى الصحفي التركي محمود أوفور هو أن هؤلاء المثقفين المتقلبين دائما يتحدثون وينتجون الصيغ من خلال تكييف واقع البلاد مع وجهات نظرهم الأيديولوجية ومصالحهم. لقد ساد بعض الهدوء في تركيا في السياسة الداخلية بعد الانتخابات وخفت حدة الاستقطاب ولكن الأمر سيعود للواجهة من جديد مع اقتراب الانتخابات البلدية في تركيا. الجديد في تصريحات دارون عجم أوغلو أنها أعادت نقاش موقف الأكاديمي والمفكر من السياسة، والرأي المنتظر منه في توجيه القراء والطلاب والمتابعين خاصة مع وجود عدد من البروفسيرات الذين كان لهم حضور مكثف في الانحياز للطرف الخاسر في الانتخابات الأخيرة في تركيا. ومما تم الإشارة له في الصحافة التركية مقال عالمة الاجتماع نيلوفار غولي قبل الانتخابات الأخيرة حيث قالت نيلوفار غولي إن التواصل السياسي والأداء القيادي لكمال كليجدار أوغلو يقدم بديلا لأردوغان ويحل أزمة الديمقراطية ليس في تركيا فحسب ولكن أيضا في العديد من البلدان حول العالم». ومن الواضح أن هذا الكلام مبالغ فيه ويحمل مجاملات بعيدة عن التقييم الأكاديمي والعلمي الموضوعي. بعد الهزيمة الخامسة والسادسة والسابعة لكليجدار أوغلو أمام أردوغان وحزب العدالة والتنمية كانت تخرج أصوات أكاديمية وعلمائية تتساءل لماذا يبقى كليجدار أوغلو بعد هذه الهزائم وأنه لابد من التغيير ولكن هذه الشخصيات تبقى مدافعة عن كليجدار أوغلو قبيل العمليات الانتخابية التي يخوضها بعد ذلك. مما دفع عددا من المراقبين للسؤال إذا كنتم تعتقدون أنه لا يريد أن يغادر كرسي الحزب فلماذا تستمرون في دعمه. ويرى هؤلاء المراقبون أن هذه الأصوات ستستمر في دعم كليجدار أوغلو في الهزيمة القادمة رقم 13. ويلمز آخرون بالقول إن المستوى التعليمي والأكاديمي ليس شرطا بالضرورة ليعرف الإنسان اختياراته السياسية الصحيحة.