كتارا: جسر يربط الماضي بالحاضر

إلى عشاق الفنون القديمة تساهم «كتارا- الحي الثقافي» بدور محوري طوال العام، وما إحياؤه لفن النهمة إلا إطار واحد من عدة أطر. ناهيك عن هذه الرحلات عبر السفن الشراعية إلى عواصم العالم المعمورة. هذه السفن تحمل رسالة السلام إلى كافة الشعوب وتعرف الآخر أننا جزء من حضارة العالم. كنت أمني النفس أن تلعب دورا موازيا في احياء فن الصوت ذلك أن هذا الفن مع الأسف قد قارب على الانتهاء. وإن كان هناك بعض عشاق هذا الفن يمارسون حتى الآن دورهم. خاصة ومن يستمع إلى نتاج جل الفنانين في الكويت والبحرين وقطر وعمان يكتشف أن هذا الفن قد ارتبط بالشعر. نعم الفصيح والعامي هو لم يهتم بالقائل ومن هو؟ ولكن ما كان يبحث عنه جمالية المفردة. ومنذ سنوات استمعت إلى اغنية للمرحوم محمد زويد.. وهي ابيات شعرية قالها أبو الطيب المتنبي في مصر اثناء اصابته بالملاريا.. والتي تقول: وزائرتي كأن بها حياء فليس تزور إلا في الظلام ولقد غناها محمد زويد على اعتبار انها قصة حب ولكن ما يحسب له انه ساهم في تذوق أعذب الشعر العربي. وكما غنى المطرب مفردات مرتبطة بالغزل. رد أيضا مفردات الفخر والنصيحة وطلب المغفرة. يارب إن عظمت ذنوبي كثرة فلقد علمت بأن عفوك أعظم هذا الفن العفوي شكل ولسنوات ذائقة المتلقي واستمد المطرب القديم كنزه من خلال اشعار كل الأجيال وعبر خريطة الوطن العربي. وإذا كان للموسيقار عبد الوهاب فريق عمل مكون من أحمد شوقي وعلي محمود طه وغيرهم. ولأم كلثوم الشعراء أحمد رامي وبيرم التونسي وللفنانة فيروز الاخوين رحباني. فإن الفنان الخليجي كان مجاله أكبر.. التاريخ الإبداعي العربي منذ امرؤ القيس حتى الآن ومنها هذه النماذج لعدد من أبرز الشعراء: صفي الدين الحلي: خيال سرى والنجم في القرب راسخ ألم ومن دون الحبيب فراسخ إلى محياك نور البدر يعتذر وفي محبتك العشاق قد عذروا ويقول حسام الدين الحاجري: يا واحد الحسن ارحم واحد الكمد حاشاك من حرق تصلى به كبدي على دمع عيني من فراقك ناظر ترقرقه أن لم ترقه المحاجر لمع البرق اليماني فشجاني ما شجاني فهل يكون لهذا الفن إطلالة عبر مهرجان أو فعالية تقام في كتارا سواء عبر هذا الكيان الثقافي أو عبر كيانات أخرى. مجرد حلم أتمنى أن يتحقق!! [email protected]