16 سبتمبر 2025

تسجيل

سماحة الإنفاق في الأعمال الجليلة

04 سبتمبر 2014

قال ابن مسكويه: الكرم إنفاق المال الكثير بسهولة من النفس في الأمور الجليلة القدر، الكثيرة النفع.وقال الكفوي: الكرم إن كان بمال فهو جود وإن كان بكف ضرر مع القدرة فهو عفو، وإن كان ببذل النفس فهو شجاعة. ومن معاني الكرم في القرآن الكريم:1- الحسن، قال تعالى: (إني ألقى إلى كتاب كريم)، "النمل: 29".2- السهل، قال تعالى: (وقل لهما قولا كريما)، "الإسراء: 23".3- الفضل ومنه قوله تعالى في بني آدم: (أرأيتك هذا الذي كرمت عليَّ)، "الإسراء: 62". أي فضل عليّ، وفيها (ولقد كرمنا بني آدم)، "الإسراء: 70".4- الكثير. قال تعالى: (وأعتدنا لها رزقاً كريماً)، "الأحزاب: 31".5- العظيم: قال تعالى: (رب العرش العظيم)، "المؤمنون: 116".6- الصفوح: ومنه قال تعالى: (ما غرك بربك الكريم)، "الانفطار: 6".وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله حيي كريم، يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين"، رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني.وعن أبي شريح العدوي رضي الله عنه، قال سمعت أذناي وأبصرت عيناي حين تكلم النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته "7"، قيل: وما جائزته يا رسول الله؟قال: يوم وليلة، والضيافة ثلاثة أيام، فما كان وراء ذلك فهو صدقة عليه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت" متفق عليه.مجاهدة النفس: قال تعالى: (وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى)، "النازعات: 40"، (فإن الجنة هي المأوى)، "النازعات: 41"، ومجاهدة النفس هي محاربة النفس الأمارة بالسوء بتحميلها ما يشق عليها بما هو مطلوب في الشرع.قال ابن القيم رحمه الله تعالى: جهاد النفس على أربع مراتب: الأولى: مجاهدتها على تعلم الهدى ودين الحق، والثانية: مجاهدتها على العمل به (أي: بالهدى ودين الحق) بعد علمه، والثالثة: مجاهدتها على الدعوة إلى الحق، والرابعة: مجاهدتها على الصبر على مشاق الدعوة إلى الله، وأذى الخلق، ويُتحمل ذلك كله لله، ثم قال رحمه الله عقب ذلك: فإذا استكمل المسلم هذه المراتب الأربع صار من الربانيين، فإن السلف مجمعون على أن العالم لا يستحق أن يسمى ربانياً حتى يعرف الحق ويعمل به ويعلِّمه، فمن علم وعمل وعلّم فذاك يدعى عظيما في ملكوت السماوات.عن ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه قال: كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بوَضوئه وحاجته، فقال لي: "سل" فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، قال: أَوَ غير ذلك؟ قلت: هو ذلك. قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود" رواه مسلم.قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه في وصيته لعمر حين استخلفه "إن أول ما أحذرك: نفسك التي بين جنبيك" وسأل أحدهم عبدالله بن عمر رضي الله عنهما عن الجهاد، فقال له: "ابدأ بنفسك فجاهدها، وابدأ بنفسك فاغزها". قال ابن القيم رحمه الله لا يسيء الظن بنفسه إلا من عرفها، ومن أحسن الظن بنفسه فهو من أجهل الناس بنفسه، وبالله التوفيق.