الرقمية .. مستقبل قريب

يمكن لأي مراقب لسوق الإعلان في العالم العربي على شبكة الإنترنت، أن يلاحظ مؤشرات مهمة تفيد بأن الشبكة سيكون لها النصيب الأوفر من سوق الإعلان من بين جميع الوسائل الإعلامية الأخرى قريباً جداً .. من تلك المؤشرات، تزايد أعداد المبحرين خلالها بشكل ملحوظ وخاصة بين جيل الشباب ، الذي بدأ يدير ظهره كثيراً لوسائل إعلامية طالما استأثرت باهتمامه كالتلفزيون مثلاً ، وبعض الشيء الصحف اليومية والمجلات الأسبوعية المتخصصة . في دراسة أعدتها شركة " ديجيتال انسياتس" ، تفيد بأن مستخدمي الانترنت في المنطقة العربية يمضون ساعات أطول في تصفح الانترنت من مشاهدة التلفزيون، مما يدفع المحللين الى توقع مستقبل واعد لسوق الإعلانات على الانترنت .. ويتوقع محللون أن تقلب المعطيات قريباً مع إدارة شباب المنطقة ظهورهم للتلفزيون وإقبالهم الكثيف على تصفح الانترنت. وتبين أن 88% من الخاضعين للدراسة يتصفحون الانترنت يومياً، مقابل 70% يشاهدون التلفزيون كل أيام الاسبوع. وأقر 25% فقط بأنهم يشاهدون التلفزيون لثلاث ساعات يومية مقارنة ب 51% ممن شاركوا في الدراسة قالوا إنهم يتصفحون الانترنت لأكثر من ثلاث ساعات يوميا.. وتبين أن الجيل الذي يمضي وقتاً طويلاً في تصفح الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي يبدي رغبة أقل في مشاهدة التلفزيون، فهو إن أراد المشاهدة يمكنه متابعة مواقع مثل " يوتيوب " .. وهذا الارتفاع في حجم الوقت الممضى في تصفح الانترنت حسب الدراسة ، قد يشجع على زيادة الاعلانات الرقمية. ظني أن مثل هذه الدراسات لابد أن تؤخذ بجدية تامة من قبل وسائل الإعلام التقليدية المختلفة ، محطات تلفزيونية أم صحف ورقية ، فالرقمية هي سمة الحياة اليوم وستكون كذلك هي المسيطرة في قادم الأيام ، ومثل هذه التحولات لو لم يتم تداركها والتوافق معها وإعداد العُدة اللازمة لمسايرتها وتعديل ما يمكن تعديله ، فإنه بمثابة من يحاول التصدي لسيل عرم جارف لا يرحم ، بوسائل تقليدية يعتقد أنها ما زالت مؤثرة ومانعة ، وهو لا يدري أنها صارت جزءاً من تاريخ مضى لن يعود ، او هكذا رؤى المستقبل تقول .