18 سبتمبر 2025

تسجيل

منظمة التعاون الإسلامي وجهودها في ظل أمينها العام

04 سبتمبر 2012

منذ تولي الأمين العام أكمل الدين إحسان أوغلو الأمانة العامة وهي تسير نحو الأفضل وقدمت إنجازات كثيرة في تحسين العلاقات بين الدول الإسلامية وإيصال الصوت الإسلامي إلى دول الغرب، ولا يرتاح الأمين العام، فهو دائم السفر ليحسن صورة الإسلام، فقد بذل جهوداً مضنية مع الدول الغربية والأمم المتحدة واستطاع أن يزيل الكثير من الشبهات ضد المسلمين، وفي عهده أصبحت روسيا وأمريكا لهما مراقبون في المنظمة وذلك لتحسين العلاقات مع هاتين القوتين العظميين، أضف إلى ذلك الدول غير الإسلامية الآسيوية. كما أن معاليه ساهم في تحسين الأوضاع الإنسانية في كارثة تسونامي للأيتام والكوارث في النيجر والصومال وسيراليون وكوسوفا والبوسنة وغيرها، وفي عهده نشأت إدارة الشؤون الإنسانية وتوسعت العلاقات مع المؤسسات الإنسانية في الدول الإسلامية وغيرها. وفي الآونة الأخيرة عندما انعقد مؤتمر مكة المكرمة للتضامن الإسلامي بسبب الأزمة السورية، رغم مساعي الأمين العام لمساعدة الشعب السوري للخروج من أزمته، فقد دعا معاليه لمحاربة الفقر والقهر والتنمية ورفع مستوى الأمة الإسلامية، ودعا معاليه إلى وجود مؤسسات فاعلة لتعيد لهذه الأمة دورها في نشر العدل والحضارة لمساعدة الإنسانية في رسالة الرحمة التي جاء بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لتكون أمة قوية، ورغم الظروف الصعبة والخلافات في العالم الإسلامي، فإن معاليه وضع نصب عينيه الدفاع عن الحق والوقوف إلى جانب الشعوب والمضطهدين وإلى حياة كريمة في ظل المبادئ السامية التي جاء بها الإسلام. ودعا الحكام لتلبية مطالب شعوبهم والتدرج في تحقيق الأهداف والاستفادة من التجارب والدروس وعدم تكرار أخطاء الماضي وتجنب الوقوع في الخسائر، ونظراً لتجربة الأمين العام الصعبة في هذه الظروف، فقد طالب الجميع بعدم الاستمرار على الحال الذي نحن فيه، وتجاوز الزمن فإن ذلك سيكلف الجميع ثمناً باهظاً. وأشار معاليه إلى برنامج العمل العشري الذي صدر عن قمة مكة المكرمة الاستثنائية سنة 2005 وتم تنفيذ جزء كبير منه، وسعى بكل ما في وسعه لتنفيذه بمتابعة شخصية، ولا شك أن معاليه قد سعى لإنشاء لجنة لحقوق الإنسان وتحميل الدول والمنظمات مسؤولياتها تجاه هذا الجانب حتى لا تبقى أمور شعوبنا بين المؤسسات الدولية التي تستغلها في غير جانب الحق وربما تضر بمصالح الأمة، إذن لابد أن نحل مشاكلنا بأنفسنا ونقدم المشاريع الإنسانية والحقوقية، فعندنا الكثير ولا نلهث ونركض وراء الغرب. كما أن بناء مؤسسات اقتصادية وتعليمية وتكنولوجية سيكون له الأثر الكبير من التضامن والقوة واعطاء مكانة لأمتنا بين العالم الذي لا يجوز أن يتخطانا بمراحل، وأشار معاليه إلى ضرورة دعم إفريقيا القوة الحقيقية والحليف للأمة الإسلامية، وقد بادر في جهود الجامعة الإسلامية بالنيجر وأوغندا للحفاظ على الهوية الإسلامية، وسعت المنظمة في عهده لإعطاء الاهتمام بهذا الجانب، فإفريقيا لا يجوز أن نتخلى عنها وهي حليفنا ولا يجوز تركها للمبشرين ويجب أن تبقى البوابة للأمة الإسلامية والدرع، وسعت المنظمة لبرنامج محاربة الفقر. وكذلك في قضية فلسطين والقدس التي لم تأل جهداً في رأب الصدع وجمع الكلمة حرصاً على المصلحة العامة وحقوق الشعب الفلسطيني، وكذلك الإسلاموفوبيا والحملات التي تقودها جهود حاقدة على الإسلام، وسعت المنظمة في ظل عهد معاليه وهو ما أشار فيه بخطابه حول ذلك في منابر الأمم المتحدة والمنظمات الدولية واللقاء بقادة العالم وغير ذلك، وأصبحت المنظمة شريكاً في المؤسسات الدولية والمواقف والقرارات العالمية وأصبحت تحظى باحترام الدول الكبرى وغيرها، ولأول مرة تحترم حكومة ميانمار قرارات المنظمة وتستقبل وفداً لها، ويبدي العالم اهتماماً بهذه القضية وذلك بفضل مساعي المنظمة وأمينها العام. ولكن الأمين العام يريد دعم وتأييد الدول الأعضاء والمشاركة الحقيقية للوصول إلى تنفيذ البرامج والقرارات حتى تحظى بمصداقية العالم ولا تستطيع المنظمة تحقيق الأهداف المطلوبة منها دون دعم الدول الأعضاء ومساندتها. ولأن المنظمة تحظى بدعم قوي من بعض الدول وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، فإن الغيرة والحرص على الأمة لدى الأمين العام والقائمين على هذه المنظمة سيساعد على نهضة الأمة. وفقد الله الجميع وجزى الله الأمين العام ومن معه خيراً، وأسكنهم الجنة.