17 سبتمبر 2025

تسجيل

عالم المؤسسات

04 سبتمبر 2012

عالم كبير وواسع ومتفرع فكل مجال وتخصص هو مؤسسة وكيان قائم بذاته أو بغيره، ولا يقتصر على مجال واحد فقط وهو المجال الإداري والتنظيمي بكافة جوانبه والمعروف لدى الجميع. فالحياة هي مؤسسة كبيرة ومتعددة المجالات والكيانات والتوجهات والأفكار والمسارات، فالإنسان هو الذي يحركها فإما إلى الاتجاه الصحيح أو المسار الخاطئ، وهو الذي يعرف كيف يدير هذه المؤسسة ويوصلها إلى الإنجازات ومعالي الأمور، أو السير بها إلى السفاسف والمهالك. فهناك مؤسسات تطورت وتغيرت وأبدعت وأنجزت، وهناك مؤسسات تمركزت بمعنى أنها مركزية في كل شيء، وهناك مؤسسات عقدت وتعقدت فقعدت، وهناك مؤسسات تساهلت أكثر من اللازم، وهناك مؤسسات تخصصت وتركت أنها تعمل كل شيء وتريد كل شيء في أي شيء وبعد ذلك لا شيء، وهناك مؤسسات تجمّدت وجمدت، وهناك مؤسسات الأوامر وإصدار التعليمات، وهناك مؤسسات تغرد خارج السرب وتطير إلى مواضع وأماكن الخيال والأحلام وبعد ذلك فالحصاد أوهام، وهناك مؤسسات تخطت حدود الزمان والمكان وتفاعلت فصار لها شأن ومكان ومكانة وقوة والكلمة الأولى. ومن ناحية أخرى في عالم المؤسسات إقامة علاقات وشراكات قوية ومتينة وتناسق وتكامل بين المؤسسات بل وفي داخل المؤسسة الواحدة لدعم وتوحيد الجهود والإمكانات البشرية والمادية والتطويرية وللسير بصورة صحيحة نحو الجدية والعمل المتقن والملتزم والاستقرار. أما الانفصام والانفصال حتى في المؤسسة الواحدة والشروخ والابتعاد عن شراكة متاحة وممكنة وجادة وعملية له الضرر والـتأخير، والجلوس على العرش المؤسسي أيٍّ كان نوعه أو موقعه. فرحلة العمل والبناء المؤسسي في عالم المؤسسات رحلة طويلة وذات حركة متجددة وشاقة تحتاج من العاملين فيها سواءً أكانوا أفراداً أو مجتمعين إلى صبر وحسن تصرف وإبداع ومبادرات، كما جاء عن الهدهد قال تعالى " أحطت بما لم تُحط به " وسعي دؤوب وتجاوز كل الصعوبات والعقبات والمطبات والحفر والتقصير، وتصيد للهفوات والعثرات والأخطاء، وتحمل للمسؤولية بكافة أبعادها، ومعايشة صحيحة للعمل المؤسسي وتفاعل معه، ليرتفع الأداء كفاءة وإتقاناً وإنجازاً وأثراً، ولتتفتح الآفاق للعطاء والتواصل والإبداع. "ومضة" لا نبض للعمل المؤسسي إذا لم يدرك الجميع حقيقة أدوارهم في المؤسسة التي هم فيها، ويتعالى ويرتفع فيها صوت المصلحة العامة على النفعية والشخصية والشللية.