علي سعيد الكوّاري.. من الرعيل الأول للكشّافة القطريّة (12)

(1) قيادة قطرية عُرِفت بحياتها العصامية وبناء نفسها بنفسها منذ صغرها.. كما عُرِف عنها اعتمادها على بناء عقل الإنسان عن طريق التسلح بالعلم والمثابرة وعدم الاستسلام لصعوبات الحياة وتحدياتها.. هكذا كان السيد علي بن سعيد بن أحمد آل كليب الكواري أحد أبرز قادة الحركة الكشفية في قطر منذ ستينيات القرن الماضي وتحديدا عام 1964 م التي بدأ النشاط معها وهي فترة البداية مع الكشافة وحركة الجوالة والأشبال في المدرسة ومن ثم مواصلة المشوار عبر الانخراط في المخيمات والمعسكرات الكشفية التي شارك فيها برغبة منه وحباً في العمل الشبابي والرياضي لأجل خدمة هذا الوطن.. كما كانت له مشاركات خارجية في بعض الدول الخليجية والعربية أسهمت في تكوين ثقافته العالية ومواصلته للدراسة الجامعية بعد ذلك لتحقيق ما كان يطمح إليه في حياته العملية بعد ذلك. (2) علي الكواري من مواليد "الدحيل" بمنطقة الشمال سنة 1946 م ثم انتقل إلى بلدة "فويرط" و"الغشّاميّة"، ثم انتقل للمعيشة في الدوحة العاصمة حتى استقر به الرحيل في منزل كبار الموظفين اليوم "بمنطقة الدفنة".. عاش في القسم الداخلي وهو سكن طلابي معروف لطلاب مناطق الشمال والخور ودخان وغيرها من المناطق القطرية النائية بتلك الفترة.. كما كان السكن يضم أيضا بعض الجنسيات مثل طلاب عمان واليمن والإمارات والفلبين وتشاد وإريتيريا وتنزانيا وغيرها. (3) درس في بلدة الغاريّة وقرية الغشّاميّة بشمال قطر، كما درس في مدرسة أبوبكر الصدّيق الابتدائية، ثم مدرسة قطر الإعدادية والثانوية.. وقد امتاز بتفوقه في فن الرسم والكتابة بماء البصل والنحت على الجبس وحفر الخشب بالنار.. وكان أحد لاعبي كرة القدم الماهرين في نادي التعاون الرياضي بمدينة الخور.. وفي مرحلة البكالوريوس تخصص في مجال الجغرافيا وأحب ميدان الصحافة ودرس في جامعة بيروت العربية، ثم انتقل لجامعة الإسكندرية بعد اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية بمنتصف السبعينيات.. وعمل في وكالة الأنباء القطرية التي تقلَّد فيها منصب مدير ورئيس تحرير الوكالة لفترة طويلة من الزمن، وبعدها تم تعيينه بوظيفة مستشار في الإعلام حتى تقاعده عن العمل بعد ذلك عام 2015 م. (4) خلال تواجده بالمدرسة التحق بالجوالة وأشبال الكشافة، ومن ثم في المجال الكشفي لسنوات طويلة، حيث كانت مشاركاته وإسهاماته كثيرة عبر المعسكرات والمخيمات السنوية، سواء تلك التي كانت تقام في: - مناطق الدوحة - وراس بو عبّود - والعقدة - والخور - ودخان - وسميسمة - وسمسمة.. وغيرها. ومنها كذلك تلك التي كانت تقدم عروضها السنوية في إستاد الدوحة الرياضي أول ملعب عشبي ومزروع في قطر ومنطقة الخليج منذ ستة عقود على وجه التقريب. وكان يحضر كافة عروض الكشافة في إستاد الدوحة الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني وزير المعارف (التربية والتعليم) والقائمون على الحركة الكشفية والشبابية والرياضية في تلك الفترة مثل: - كمال ناجي - أحمد رجب - محمد سالم راشد الكواري - أحمد علي الأنصاري - محمد عبدالله الأنصاري - عبدالرحيم الأنصاري - عبدالعزيز عبدالله تركي.. وغيرهم. (5) كلمة أخيرة: علي الكواري من رجال الكشافة القدماء الذين كانت لهم بصمة كبيرة في هذا الميدان الذي سيظل يفخر بالرعيل الأول من أبنائه وما قدموه من جهد لا يمكن إغفاله وتوريثه للأجيال المعاصرة بغية الاستفادة من تلك التجارب الثرية في بناء الأوطان. [email protected]