12 أكتوبر 2025
تسجيلاقتصادات دول الحصار تتهاوى وتتراجع بشكل ملحوظ لقد بدأ الحصار بافتراءات وقرصنة وكالة الأنباء القطرية والافتراء على أمير قطر ودولة قطر بدعمها للإرهاب، وتم سوق الكثير من السيناريوهات في محاولات متعددة لإثبات تلك الادعاءات، واستطاعت نظم الحصار في بداية الأمر من جذب دول العالم وخاصة الغرب والولايات المتحدة لجانبها، ورأينا أنه كان هناك بعض الرضا من قِبل الغرب بشكل عام، وبالخصوص الولايات المتحدة ولكن مع الوقت بدأت الصورة تتضح وبدأت التساؤلات المتعلقة بتحقيق الفيدرالية والتوصل لكون ما حدث في بداية الحصار هو قرصنة من قبل دول الحصار وادعاء وتزييف لموقف دولة قطر، هذا سيضر كثيرًا بمصداقية دول الحصار، خاصة في تقيدها بالمعايير الدولية والعالمية في الأمن السيبراني، وسيعوض ثقة المؤسسات الدولية المالية ووكالات الائتمان في مدى تقيد دول الحصار وأسواقها وبورصاتها بالمعايير الدولية، ولذلك ستتراجع مجمل المؤسسات إما لتقييمها أو لتصنيفها لاقتصادات دول الحصار، ومن المحتمل والوارد تراجع الثقة باقتصادات دول الجوار، وتراجع اهتمام المستثمرين وتراجع الاستثمارات المباشرة وغير المباشرة، وقد بدأنا نرى اقتصادات دول الحصار تتهاوى وتتراجع، وبتراجع حجم الاستثمارات الموجهة لاقتصاداتهم. في الحقيقة هذا الادعاء اتضح أن الإرهاب أصبح مجرد ذريعة وأصبح عذرا لكثير من النظم الدكتاتورية، ونظم التسلط في التخلص لكل ما هو لا يطابق وجهة نظرهم بالنسبة للواقع في المنطقة، خاصة ما تمثله قطر من تفهم لمطالب الشعوب الشرعية في الكرامة وحقوق الإنسان وسيادة القانون والالتزام بالمعاهدات والمواثيق الدولية، رأينا مع الوقت كيف اتضح موقف قطر في دعم الشرعية وشرعية النظم في مختلف الدول، واستمرار تحالفاتها وشراكاتها مع دول العالم، ورأينا أيضًا سعيها لحفظ الأمن والسلم الدوليين ورأينا ذلك في مختلف دول الشرق الأوسط من دارفور إلى الصومال إلى أفغانستان، ورأينا أيضًا رُشد الإدارة القطرية في الداخل والخارج ولذلك ظلت قطر على قدرة للتواصل مع القوى الإقليمية وأيضًا مناطق تصاعد التوتر مثل السودان ودارفور وفلسطين وخاصة غزة وأيضًا مع حماس في دعم الجانب الإغاثي والإنساني، ومرورًا بكل ذلك اتضح دور قطر في دعم الشرعية خاصة بدأت كثير من المؤشرات تتضح أكثر وأكثر، إذا كانت في الصومال بدأ يتضح دعم ممثل الحكومة الصومالي، وأيضًا أحداث ليبيا كانت هي الأكثر بروزًا فكانت قطر داعمة لحكومة الوفاق المتفق عليها والمعترف بها دوليًا والإمارات والسعودية كانت داعمة لحفتر المناوئ للحكومة الشرعية والسلطة الشرعية في ليبيا، إذا عرفنا الحقيقة الإرهاب فإنه دعم كل فصيل أو ميليشيا أو فريق يناوئ السلطة الشرعية، إذًا في حالة ليبيا كان هناك وضوح لارتكاب كثير من الأخطاء إن كانت على مستوى حقوق الإنسان من خلال حفتر، أو من خلال الأخطاء المتمثلة في دعم حفتر ضد حكومة الوفاق، أو أيضًا إيصال الأسلحة لحفتر وكون بعض الأسلحة ممنوع إيصالها لطرف ثالث خاصة إذا كانت هذه الأسلحة من أوروبا أو الولايات المتحدة، إذًا مع كل حدث ومع كل حادث ومع كل مناسبة اتضح دور قطر الإيجابي، دور يعتمد الحكمة، ويعتمد على دعم الشرعية وشرعية حقوق الإنسان ومطالبة الشعوب بالحرية ويتضح مدى دعم دول الحصار للفرق والميليشات الخارجة عن القانون أو المصنفة بأنها إرهابية مثلما رأينا في اليمن من إيصال الأسلحة لميليشيات إرهابية أو دعم حفتر وإيصال مثل هذه الأسلحة لحفتر وجيشه، ورأينا أيضًا التجاوزات بالنسبة لحفتر وميليشيات اليمن وعلاقة ذلك بالقاعدة، كل هذا كان من توجهات النظام الإماراتي والنظام السعودي والتي تعتبر متوافقة مع كل هذه المواقف، وتعتبر متوافقة مع الغرب والولايات المتحدة في البداية، أما قطر المتهمة بتهمة الإرهاب والتي هي بريئة منها، ومن رمى بتهمة الإرهاب على قطر كم هم الأساس في دعم الإرهاب في مختلف الدول، وهم من يحرض على الحروب في المنطقة دور الإمارات في التحريض على الحروب في إيران أو سوريا أو في مختلف الدول أو التآمر كما هو كان واضحًا في الانقلاب بالنسبة لتركيا، هذا دفع بالاقتصاد الإماراتي لحافة التهلكة، ومازال الاقتصاد الإماراتي يسجل تراجعات على مختلف الصُعد من البورصة إلى العقار، فالحرب في اقتراب من الاقتصاد الإماراتي جعل من قيادة الإمارات تتراجع عن دفع دول المنطقة لحرب لن تبقي من الاقتصاد الإماراتي من شئ، إذًا مع مرور الوقت ومع قدرة قطر واستقلاليتها في القرار بدأ يتضح دور دول الحصار في دعم كل ما هو مناوئ للسلطات الشرعية أو المطالب الشرعية بالنسبة للشعوب أو المطالب الشرعية بالنسبة لحقوق الإنسان ورأينا ما في داخل هذه الدول وكم هي تقف أمام الحريات الشخصية وحرية التعبير وحرية الفكر وحرية الكلمة، وأيضًا أمام حقوق الإنسان في علاقتها بالسجون والاعتقال وتكميم أفواه المفكرين والنشطاء في مجال حقوق الإنسان إما في النظام السعودي أو من خلال النظام الإماراتي، وكل هذا يوضح إلى أي مدى الحصار حدث أساسي ومهم لكشف دول الحصار ومدى محاربتها لحقوق الإنسان ولتطلعات الشعوب ومدى وقوفها مع الإرهاب لذلك عند النظر للحصار وآثار الحصار على المنطقة وعلى الإقليم يتضح أهميته وإلى أي مدى كان الحصار جزء مهم في كشف وتعرية الأنظمة الدكتاتورية وأنظمة التسلط في المنطقة.