30 أكتوبر 2025
تسجيلذكرى الغزو فيها الكثير من الدروس التي نجدها ماثلةً أمامنا في حصار قطر اليوم في غزو الكويت خان الجارُ جارَه وتنكّر له وفي حصار قطر تكرر نفس السيناريو تأتي ذكرى الغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت الشقيقة بعد مرور 27 سنة، وذلك في الثاني من أغسطس 1990م، هذه الذكرى الأليمة، والتي تحمل الكثير من الدروس والعبر، فقد غزت العراق دولة جارة لها. ولم يتوقع أحد أن هذه الكارثة التاريخية سوف تحدث، ولكننا تعلمنا الكثير منها. ولعل أول الدروس من ذلك الغزو أننا عرفنا العدو من الصديق، حتى لو كان العدو من الأصدقاء المقربين لنا، كما أن أهم هذه الدروس على الإطلاق هو ذلك التلاحم والتكاتف بين أقطار الخليج العربية التي وقفت يداً واحدةً مع تحرير الكويت، حتى تحقق ذلك النصر المؤزر للكويت ولأهل الخليج الذين أثبتوا أنهم اليد اليمنى للكويت وقائدها المرحوم بإذن الله تعالى الشيخ جابر الأحمد الصباح وللشعب الكويتي الأبي الذي دافع عن أرضه حتى عادت محررة كما كانت في السابق. والدرس الآخر الذي تعلمناه من هذا الغزو هو ذلك الموقف التاريخي للدول الصديقة التي وقفت مع الحق ضد الظلم الذي وقع على الكويت، سواء كانت هذه الدول من أوروبا أو الولايات المتحدة أو بعض الدول الآسيوية والأفريقية، وهو ما يشكل مدى التعاطف مع الكويت في محنتها خلال تلك الفترة العصيبة من تاريخ الكويت والخليج. وإذا كانت قطر قد تعرضت لحصار ظالم خلال هذا العام 2017م، فإن ما حدث للكويت في تلك السنة كان بشكل مختلف وسيناريوهات لم تقع في الحسبان ولم يتوقعها أحد من خلال المؤامرة التي تعرض لها الشعب الكويتي عبر ذلك الغزو الغاشم وغير المتوقع من أقرب الأصدقاء. ذكرى غزو الكويت نستخلص منها أيضا درسا مهما وهو العمل على تحقيق الاعتماد على النفس في كل شيء، فوجود جيش كويتي وخليجي بات من الضرورة، والاعتماد على تنمية وتشجيع الاقتصاد الوطني من العوامل المطلوبة لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز الأمن الغذائي، كما أن الاهتمام بالنسيج الاجتماعي ونبذ ثقافة الكراهية وتوحيد الصف الخليجي من الأمور التي لا يجب إغفالها في هذه الذكرى؛ لكي تشب شعوبنا على الوعي وعدم الفرقة بين الأهل والأقارب في مثل هذه الظروف. ودول الخليج مطالبة بالفعل في التأكيد على هذه الوحدة إذا أردنا البقاء كقوة اقتصادية ضاربة على الساحة العالمية، ومن عوامل تلك القوة أيضا المحافظة على كيان مجلس التعاون الخليجي، ذلك البيت الذي لا غنى عنه في مثل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها دولنا وشعوبنا في هذه الأيام الحرجة. حفظ الله الكويت من كل مكروه وأدام عليها الأمن والأمان والاستقرار في ظل ربان سفينتها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد حفظه الله .. اللهم آمين. في الختام نذكر بأن ما حدث في الكويت من خيانة الجر لجاره يتكرر اليوم مع قطر عندما خانت بعض الدول المجاورة لقطر وتآمرت عليها من باب الأطماع التوسعية والهيمنة على خيراتها الاقتصادية تحت غطاء ما يسمى بـ "الإرهاب"، وهي تهمة باطلة وأكذوبة جديدة لعزل قطر وإبعادها عن منظومة مجلس التعاون الخليجي، ولكن خاب أمل تلك الدول المتآمرة والجاحدة، وأصبحت الدوائر تدور على دول الحصار الأربع، مما أحرجها أمام شعوبها.. فخسرت المعركة!. كلمة أخيرة ذكرى غزو الكويت الغاشم يتطلب وقفة خليجية متحدة مع كل أقطار المنطقة؛ من أجل لمِّ الشمل وتحقيق الوحدة وتعزيز التعاون المشترك ونسيان خلافاتنا الجانبية؛ لأنه لا يقوم لنا أي كيان ولا نقف على أقدامنا إلا من خلال وحدة الكلمة وتحقيق آمال وتطلعات شعوبنا في السراء والضراء، مع حل مشاكلنا في ظل البيت الخليجي وعدم التصعيد الذي لا يخدم وحدتنا.