29 أكتوبر 2025
تسجيلفي الحال الذي كان أحمد داود أوغلو رئيس الوزراء التركي، اليوم يقضي مرحلة التعليم في أمريكا ويتلهف نحو العدالة التركية في حقيقتها القديمة ما عدا آخر العهد العثماني الذي كان يكتنفها بعض الظلم فيكتب حول الدولة العثمانية الجديدة, كان علي أكبر ولايتي– مستشار المرشد الأعلى علي خامنئي - على مقعد الدراسة العليا في أمريكا أيضا يرد ويكتب عن الدولة الصفوية الجديدة من حقدهم على بني عثمان الذين دامت خلافتهم آنذاك أكثر من ستمائة وثمانين عاما أي شبه ما يقدر بنصف تاريخ الإسلام. ونحن إذا أردنا أن نقارن بين الطرفين لم نجد في الغالب إلا وجه الرحمة والعظمة والحضارة في الجانب التركي والعكس صحيح في الغالب بالنسبة للدولة الصفوية، إذ كلنا يدرك كيف كان الفرس الإيرانيون عقبات كأداء أمام تقدم العثمانيين ولا أدل على ذلك من أن هؤلاء وبقيادة السلطان سليمان القانوني –رحمه الله- وصلوا أسوار فيينا في النمسا وحاصروها فجاء الإيرانيون وعطلوا هذا الزحف كما هو تاريخهم بانضمامهم إلى فيالق الصليبية عبر التاريخ ولم يجد السلطان الذي كان سيفتح أوروبا كلها وتكون مسلمة بإذن الله إلا أن وجه خيوله إلى إيران وفي بضعة أشهر استطاع أن يرجع الإيرانيين إلى بيت الطاعة ويعود إلى أسوار النمسا مرة أخرى ولولا الثلوج التي منعته هناك من التقدم لحقق أمل المسلمين فعاد إلى إستانبول ثم توفي رحمه الله ولم يستطع السلطان مراد الرابع بعده أن يتم الفتح.. وهكذا يعيد الزمان دورته وتعود إيران لتحظى بالنفوذ الإقليمي عبر الاتفاق المؤكد مع اليهود والصهاينة والمد الصليبي في أوروبا وعلى رأسها أمريكا والمد الشيوعي بالأخطبوط الروسي الذي يعتبر عدواً تقليدياً لدوداً للعثمانيين كما هو حال إيران معهم، ومع ذلك ومع انحياز الحكومة الظالمة في سورية للحكومة الظالمة في مصر اتفقت غرفة عمليات هؤلاء اليوم مع إيران الإرهابية لتكون محوراً معادياً للسعودية وتركيا وقطر، وتستنكر مصر السيسي أي جميل للسعودية معها – طبعا- لأن الأمر الأول والأخير لإسرائيل التي تقرر كيف توجه حاكم مصر الذي ما كان له أن يصبح رئيسا ولو بالتزوير لولاها، وكذلك أمريكا التي دعمته بالطائرات الإف ستة عشر، بينما نجد في الجانب الآخر الشعب السوري المهاجر إلى تركيا مثلا مشغوفا بتركيا وحكام العدالة والتنمية فيها إذ وجدوا في معظم الأحوال – أردوغان وداود أوغلو أبوين حنونين لهم- وهذا ما لمسناه في الخطابات السياسية ورأيناه واقعا عمليا في المعاملات التركية عموما فماذا يريد الشعب السوري أولا وآخرا غير الحرية والكرامة ومن يدعه طليقا في دينه ودنياه لا كما كانوا يعيشون في الداخل السوري مخنوقين دينيا ودنيويا إلا العصابة الأسدية. ومن ناحية أساسية أخرى، فإننا نجد إيران المؤيدة لمن تعده تابعا لدين الشيعة لا تكترث بدماء السوريين بل تفرح لتدمير مدنهم وقتل المدنيين وسجن الأحرار واختطاف ذوات الخدور من الحرائر وتشريد الملايين من أهل السنة داخل وخارج سورية في حين نرى أردوغان في ذكرى يوم أيتام العالم في استانبول يستجيب مع زوجه إلى مأدبة إفطار رمضان من أجلهم وهم من أحد عشر بلدا ويفسح المجال لصغار الأولاد السوريين الذين شردتهم عاصفة الصقيع والثلج في الشتاء أن يناموا في أسرة القصر الجمهوري تكريما لهؤلاء الأبطال. فشتان شتان بين من ينصر البدع ومن يهدمها ولذلك فإن أقل الواجب علينا نحن – أهل السنة- أن نجاهد الظالمين ما استطعنا أو كان لنا دولة قوية وما لم يكن ذلك فالواجب يدعونا إلى الدعوة والبيان إلى أن يكفوا عن أهل السنة وفقا لقوله تعالى (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) البقرة 286 كما في فتوى الشيخ عبد الرحمن البراك, وكان ابن تيمية رحمه الله قد اعتبر أن الرد عليهم وتوضيح حالهم جهاد، إذ قال في الفتاوى 3/14: إن الراد على أهل البدع مجاهد حتى كان يحيى بن يحيى يقول: الذب عن أهل السنة أفضل من الجهاد, زاد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء10/518 : قلت ليحيى: الرجل الذي ينفق ماله ويتعب نفسه ويجاهد هذا أفضل منه قال: نعم بكثير. وأيد العلامة أبا الوفاء ابن عقيل الحنبلي كما في الآداب الشرعية لابن مفلح1/268:أنه إذا أردت أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع ولا ضجيجهم في الموقف بلبيك في الحج وإنما انظر إلى مواطأتهم أعداء الشريعة. فكيف يكون القول بإيران واللانظام السوري والمسمى حزب الله والميليشيات الأخرى الشيعية إزاء المدنيين في سورية سيما إذا عرفنا أن على الإنسان أن يستشعر كماله الإنساني بحيث يخجل من الإتيان بالعمل القبيح. إن ما يجري اليوم للقضية السورية هو نفسه بالتمام ما كان يجري للقضية الفلسطينية فكما كانت الأوامر لليهود أن يغتصبوا ديار القوم فإن التغييرات الديموغرافية في سورية ينفذها الأسد وإيران لإسرائيل والأعداء عموما بحذافيرها, بل بأكثر من ذلك. وإن كل هذا ليدل دلالة قاطعة وكما هو مثبت في الوثائق والمحفوظات القديمة والحديثة أنه هو الاتفاق القديم الجديد مع الشيعة لتدمير العالم الإسلامي وتحقيق حلم الصهاينة الذين يديرون العالم بحكومتهم الخفية وقد عرفوا اليوم أن الفرصة أصبحت مواتية أما مجرد الافتعال القديم الجديد للمعركة مع أمريكا وإسرائيل فإنما هو لذر الرماد في العيون بعد كل هذه الحقائق والفضائح لتنفيس أحقاد الشيعة وتحقيق مصالح المجرمين الكبار كما في كتاب المخطط الإجرامي لإبادة السنة.. ص107... فالحذر الحذر من كل عداء للعدالة والتنمية والشعب التركي استجابة لأوامر اليهود والأمريكان. والبدار البدار لمن تبقى مصلحتنا الدينية والدنيوية معهم وهم الأتراك.