19 سبتمبر 2025
تسجيلكان فتح مكة، فتح أخلاق ورحمة، قلما نجد في تاريخ البشر فتحًا يضاهي فتح مكة في روعة أخلاقياته، وسمو العفو في طيات أحداثه. لقد ازدحمت في هذا اليوم، مشاهد الأخلاق الكريمة، وصور الخلال السجية، حتى تيقن الباحث في السيرة النبوية؛ أن محاضن التربية التي كانت في دار الأرقم، قد أتت أكلها، وأينعت ثمارها، وانتفضت حية في سلوك الصحابة يوم الفتح، تلك الدروس النبوية في العقيدة والأخلاق التي تربى عليها خير جيل. فلم نسمع يوم الفتح أن رجلاً مسلمًا هتك عرض امرأة، أو سرق شملة، أو هدم بيتًا، أو أفسد زرعًا، أو قتل ظلمًا، أو فزع طفلاً،،، كانوا – رضي الله عنهم – مصاحف في أجساد بشر، تتحرك تلك المصاحف بين الشوارع والأزقة، أو يتحرك هؤلاء الرجال الربانيون بين أكناف مكة .. في حكمة، ينشرون العدل والحق، وينتشر الإسلام بفضل أخلاقهم انتشار أشعة الشمس، أو فوحان المسك. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يمر على الصبيان فيسلم عليهم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أكل لعق أصابعه الثلاث. وكان صلى الله عليه وسلم يكون في بيتـه في خدمة أهله ولم يكن ينتقم لنفسه قط. وكان صلى الله عليه وسلم يخصف نعله، ويرقع ثوبـه، ويحلب الشاة لأهله. وكان صلى الله عليه وسلم يعلف البعير ويأكل مع الخادم، ويجالس المساكين، ويمشي مع الأرملة واليتيم في حاجتـهما، ويبدأ من لقيه بالسلام، ويجيب دعوة من دعاه، ولو إلى أيسر شيء، وكان صلى الله عليه وسلم هين المؤنة، لين الخلق، كريم الطبع، جميل المعاشرة، طلق الوجه بساماً، متواضعاً من غير ذلة، جواداً من غير سرف، رقيق القلب، رحيماً، خافض الجناح للمؤمنين، لين الجانب لهم. وقال صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم بمن يحرم على النار؟ - أو تحرم عليه النار - تحرم على كل قريب هين لين سهل" رواه الترمذي، وقال حديث حسن. إن مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم من خرجتهم، أتسمعون يا مغتصبي آلاف النساء في البوسنة، ويا رعاة محاكم التفتيش الديني في الأندلس، ويا مبيدي شعوب بأكملها، ويا قاتلي مليون طفل بمنع الحليب عنهم، ويا حارقي الأرض قبل البشر، ويا حماة الظلم والطغيان ،،، محمد صلى الله عليه وسلم أصلنا يا من لا أصل لكم !!!