06 أكتوبر 2025
تسجيلأتيحت لي الفرصة لمتابعة هذا المسلسل نظرا لتكرار عرضه على أكثر من قناة وتكرار إعادته وهو أحد الأعمال الدرامية الخاصة برمضان هذا العام. يغلب على هذا العمل الطابع التراجيدي والمأساوي. بشكل يستفز المشاهد للمتابعة رغم كل التناقضات والمشاهد المؤلمة والخارجة غالبا عن عادات المجتمع الخليجي الذي يتسم بالرحمة والتواصل والترابط بعيدا عن الأنانية المبالغ بها والوحشية التي تغلب على شخصيات بعض أبطال هذا العمل والذي تجلى في أكثر من مشهد يصعب وصفه هنا لأنني لو أردت وصف هذه المشاهد سأضطر للتحدث عن كل تفاصيل المسلسل وهو ما لا يتسع له المجال في مقال. إلى درجة أننا في لحظة أصابنا الشك في أن ما نتابعه الآن هو مسلسل خليجي تجري أحداثه في تسعينيات القرن الماضي حيث الزمن الجميل والماضي الأجمل والمجتمع الأكثر تماسكا وترابطا وتسامحا، ولا أدري بالضبط من أين جاءت هذه التناقضات ولكن بشكل عام أعترف أن المسلسل خطف الأضواء من خلال الأداء اللافت للممثلين واختيار الكاتب للمكان والزمان المناسبين كمسرح لأحداث هذه الحكاية، مسلسل "توالي الليل" يلقي الضوء على عدد من القضايا الاجتماعية حيث تدور الأحداث بين أهل فيلكا في تسعينيات القرن الماضي لتكشف التغيرات السلبية لأفرد مجتمع بدأت مفردات الحياة تتغير من حوله فأثرت تأثيرا سلبيا بدلا من أن تؤثر إيجابيا فكان الصراع العائلي أحد المظاهر الطاغية على الحكاية والبحث عن المصالح الشخصية وانهيار القيم والمبادئ والإساءة للآباء وسوء أخلاق الأبناء ومحور هذه الأحداث شخصية واحدة هو الفنان سعد الفرج الذي يمثل دور رجل مسن يعاني من تسلط زوجته وعقوق أبنائه دون أن يستطيع أن يحرك ساكنا وشخصية خليفة التي يؤديها الفنان الكبير سعد الفرج في توالي الليل شخصية تمثل روعة الإنسان الأصيل القادم من البيئة الأصيلة ذلك الإنسان الشفاف الطيب المتسامح والذي تشوهت في المسلسل صورته بعد أن قدمها المسلسل لنا كصورة مهزوزة لشخص معتوه لا يعرف شيئا عن حال الدنيا لكن الجميل في الموضوع أنه تعايش مع هذه الشخصية إلى درجة أن المشاهد لم يشعر أبداً أنه يمثل ربما هذه الشخصية هي النقطة المضيئة الوحيدة في هذا العمل المليء بالمتناقضات بدرجة اتفق الجميع على أنها مبالغة لا مبرر لها. ونلاحظ أن الفنان سعد الفرج اتجه في السنوات الأخيرة إلى. أداء الشخصيات التراجيدية وربما لاحظنا أنه كرر الشخصية نفسها في أعماله الأخيرة خاصة مسلسل بوكريم برقبته سبع حريم وأعتقد أن مثل هذه الأدوار لا يؤديها بهذا الشكل المتقن إلا فنان كهذا الفنان الكبير. همسة ظلت ساحتنا الدرامية المحلية خالية هذا العام من أي إنتاج ومازلنا نتساءل لماذا؟