29 أكتوبر 2025

تسجيل

الكرم والجود

04 أغسطس 2013

الكرم والجود خلق عظيم، وهو من أَجَلّ ما يتصف به العبد، وقد حثت نصوص الكتاب والسنة على الاتصاف به.قَالَ الله تعالى: (وَمَا أنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ)وقال تعالى: (وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلأنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ).وقال تعالى: ( وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فإنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ ).وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ( لا حَسَدَ إِلاَّ في اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالاً، فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَتِهِ في الحَقّ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ حِكْمَةً، فَهُوَ يَقْضِي بِهَا ويُعَلِّمُهَا)ومعناه: يَنْبَغي أنْ لاَ يُغبَطَ أحَدٌ إِلاَّ عَلَى إحْدَى هَاتَيْنِ الخَصْلَتَيْنِ.وعنه، قَالَ: قَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (أيُّكُم مَالُ وَارِثِهِ أحبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِهِ؟ ) قالوا: يَا رسول اللهِ، مَا مِنَّا أحَدٌ إِلاَّ مَالُهُ أحَبُّ إِلَيْهِ. قَالَ: ( فإنَّ مَالَهُ مَا قَدَّمَ، وَمَالَ وَارِثِهِ مَا أخَّرَ)وعن عَدِيِّ بن حَاتِمٍ - رضي الله عنه -: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: (اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ )وعن جابر رضي الله عنه قَالَ: مَا سُئِلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم شَيْئاً قَطُّ، فقالَ لاَ.وعن أَبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم (مَا مِنْ يَوْمٍ يُصبحُ العِبَادُ فِيهِ إِلاَّ مَلَكَانِ يَنْزلانِ، فَيَقُولُ أحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أعْطِ مُنْفِقاً خَلَفاً، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أعْطِ مُمْسِكاً تَلَفاً)وعنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ الله تعالى: (أنفِق يَا ابْنَ آدَمَ يُنْفَقْ عَلَيْكَ)وعن عبد اللهِ بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أنَّ رَجُلاً سَألَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أيُّ الإسلامِ خَيْرٌ؟ قَالَ: (تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلاَمَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ )وعن أَبي أُمَامَة صُدّيِّ بن عَجْلانَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يَا ابْنَ آدَمَ، إنَّكَ إن تَبْذُلَ الفَضلَ خَيْرٌ لَكَ، وَإن تُمْسِكَه شَرٌّ لَكَ، وَلاَ تُلاَمُ عَلَى كَفَافٍ، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، وَاليَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى )قال جعفر الصادق: إن لله وجوهاً من خلقه، خلقهم لقضاء حوائج عباده، يرون الجود مجداً، والإفضال مغنماً، والله يحب مكارم الأخلاق.ولما غسل علي بن الحسين بن علي رأوا على ظهره مجولاً فلم يدروا ما هو، فقال مولى له: كان يحمل على ظهره إلى أهل البيوتات المستورين الطعام، فأقول له: دعني أكفك، فيقول: لا أحب أن يتولى ذلك عني أحد. وصف رجل خالد بن عبد الله القسري بالشجاعة، ورد عليه بعض من حضر وقال: إن خالداً لم يشهد حرباً قط، فقال له صاحبه: اسكت فإن الصبر عند الجود أعظم من الصبر عند البأس.كان خالد بن عبد الله القسري يُكثر الجلوس ثم يدعو بالبِدر ويقول: إنما هذه الأموال ودائع لابد من تفريقها، فقال ذلك مرةً، وقد وفد عليه أخوه أسد بن عبد الله من خراسان، فقام فقال: هدأت أيها الأمير، إن الودائع تجمع لا تفرق. قال: ويحك! إنها ودائع للمكارم وأيدينا وكلاؤها، فإذا أتانا المملق فأغنيناه، والظمآن فأرويناه، فقد أدّينا فيه الأمانة.