11 سبتمبر 2025
تسجيلافتح النوافذ فأنت في حديقة فيها من الجمال ما يحرّك المشاعر، ويوقظ الضمير، ويعيده إلى كل خير وراحة وطمأنينة في هذه الحياة المليئة بالشواغل والصوارف والعوارض، لا تغلق هذه النوافذ بسرعة، ولكن قف واملأ عينيك من المشاهد، وتأمل ما فيها من الروائع، فهي من دُرر الكبار صُنّاع الحياة رحمهم الله. فالنافذة الأولى فيها مشهد ينبئك أن «التجاهل صدقة جارية على فقراء الأدب». كم نحن بحاجة إلى قيمة الصدقة على فقراء الأدب في زمن كثر فيه فقراء الأدب!. والنافذة الثانية فيها مشهد جميل وهو «الواجب على العاقل إذا اعتذر إليه أخوه بجرم مضى، أو لتقصير سبق، أن يقبل عذره، ويجعله كمن لم يذنب». نعم اقبل أخاك واحضنه بحب أخوي إذا جاءك معتذراً، فلا تجعل الشيطان يفسد عليك هذا الاعتذار فأنت أكبر من ذلك. والنافذة الثالثة فيها تذكير لطيف بأصلك ويقول لك «إن أردت أن تنظر إلى نفسك، فخذ كفاً من تراب، فإنك منه خُلقت، وفيه تعود، ومنه تخرج». فعلام الكبر (ورفع الخشم والنفخة) على من حولك. تواضع فما أجمله من خلق في حركة الحياة. والنافذة الرابعة يا لروعة المشهد وجماله وهو أن «الصمت يكسب المحبة والوقار، ومن حفظ لسانه أراح نفسه». فلماذا ألسنة البعض مقاريض؟ أريحوا الألسنة من القيل والقال وفحش القول، ومن أكل لحوم الناس ونهش الأعراض فما الفائدة المرجوة من ذلك؟. والنافذة الخامسة تهبُ لك مشهدا اجتماعيا إيجابيا لابد أن نسعى له ونجعله قيمة حية « نعم المجلس: المجلس الذي تُنشر فيه الحكمة وتُرجى فيه الرحمة». هنيئاً لمن كان مجلسه موارد الخير والحكمة والصلاح والإصلاح. والنافذة السادسة مشهد يذكرك بحركة الناس في هذه الحياة والأعمال السيئة التي قد تصاحبهم «رأيت كثيراً من الناس يتحرزون من رشاش نجاسة ولا يتحاشون من الغيبة، ويكثرون من الصدقة ولا يبالون بمعاملات الربا، ويتهجدون بالليل ويؤخرون الفريضة عن الوقت، في أشياء يطول عدّها من حفظ فروع وتضييع أصول». نحتاج إلى وقفات أمام هذا المشهد!. والنافذة السابعة مشهد لابد أن يقف عنده من يحمله ويجاهر به «بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد». وما أكثر العدوان على العباد وأكل حقوقهم والتعدي عليها!. ألا من رجعة صادقة تعيد الحقوق وتنصف كل مظلوم أينما كان؟. والنافذة الثامنة من أجمل المشاهد وهي «صلاة الفجر أساس العمل وأوَّله». فما بال من يتخلّف عنها يعرف فضلها والأجور التي يحصل عليها ثم ينام ويؤخرها عن وقتها!. يُناديك المنادي يا عبدالله (الصلاة خير من النوم) ثم لا تنهض!. قم يا رجل يا عبد الله فمولاك يريدك أن تكون في المسجد وتؤديها مع جماعة المسجد. والنافذة التاسعة مشهد من مشاهد اللطف الإلهي «نحن قومٌ مساكين، لولا ستر الله لافتضحنا». سبحانك ما أعظم وجميل سترك علينا. والنافذة العاشرة مشهد من مشاهد الرحمة الإلهية « لولا مصائب الدنيا لقدمنا على الله مفاليس». سبحانك ما أعظمك وكريم فضلك الذي لا منتهى له. «ومضة» « إياك أن تدل الناس على الله ثم تفقد أنت الطريق». اللهم إنا نسألك الثبات على دينك وحياة كريمة مطمئنة في رحابك.