15 سبتمبر 2025

تسجيل

ليتنا نقدر على الفرح!

04 يوليو 2016

• مر كطيف حبيب يزور ولا يلبث إلا قليلا، مر تاركا فينا عطره، وما إن لمس بحنانه وسكينته قلوبنا ليهدأ ارتجافنا، ونعيد أمن أرواحنا المهاجر حتى استدار مودعا ليرحل واعدا بزيارة بعد عام، ياااااااااه! بعد عام؟ ومن يضمن أنفاسه بعد لحظة حتى يضمن لقاء الحبيب بعد عام؟ • عيد يعني فرحا، وكيف الفرح والحزن يتناسل كالفطر، كيف والموت مجاني، والفقد يدمي الروح، فاقدوأحبة، وفاقدو فلذات، وفاقدو وطن، ومهجرون من ستر بيوتهم إلى العراء، أو إلى حيث غليظ يتهجمهم، وراحلون بتوجس خائف على قوارب الأمل المثقوبة التي غاصت بهم في القاع ليغرقوا مع أمنياتهم؟ كيف الفرح وعيون الأمهات على البقعة العربية تذرف على ضائعين، ومختفين، ومقتولين، ومشنوقين، وموقوفين في غيابات السجون؟ كيف الفرح والحزن عام على الأب، والأم، والأخت، والابن؟ كيف الفرح وقد أبت سلال الفرح أن تلقي حتى للموجوعين برغيف خبز وقد تضوروا جوعا؟ كيف الفرح وأطفال يردمون تحت الأنقاض، ويغرقون صامتين، وقد نعثر على أنصافهم أو أرباعهم أو أشلائهم؟ كيف الفرح والحصار يخنق المسجونين في مدينتهم الكبيرة ومهما استغاثوا، أو توسلوا، أو نادوا شقيقهم في الجوار فلا جواب بل لا حياة لمن تنادي؟ كيف الفرح والألم مقيم لا يبرح، والحزن عظيم لا يهدأ، والضيعة في فلاة لا حد للتيه فيها؟ كيف الفرح وأعراض المسلمين تنتهك، والنخوة نائمة، وفورة المروءة مردومة في بئر عميقة لا مجال لإخراجها؟ كيف الفرح والأخ يقتل أخاه، والدم المحرم مستباح، والأمومة والكهولة في كرب وعذاب عظيم؟ كيف الفرح والواجدون في وادي الترف والسرف، والفاقدون في وادي الفقر يهيمون؟ كيف الفرح والأقصى يهدد تحت بصر المسلمين ولا نهر، ولا غضب؟ كيف والاقتلاع من الأوطان أصبح عاديا، والتهجير عاديا، والغصة عادية، والدمع الكاوي عاديا، والتسلط والظلم عاديا، وقتل الشرفاء عاديا، ومحاصرة الجوعى عاديا، وموت أطفال لا يجدون الدواء عاديا؟ وهتك أعراض المسلمات عاديا؟ كيف الفرح؟ من ذا الذي يستطيع الفرح والحزن عام؟ كيف الفرح والدموع شلالات قهر لا منصف لها ولا مواسي لحزنها؟ كيف الفرح وكل هذه الكلوم تفرش الأرض وتعتدي بسوادها على بيارات البياض؟ كيف الفرح وقد أصبحت السهام القاتلة سهام ذوي القربى؟ كيف الفرح وقد فقدت الروح القدرة على الفرح؟ يا عيدنا الجميل عذرا كنا نتمنى الفرح! ولكن القلب عاجز وقد جللته الهموم، اللهم أبرم أمر رشد لأمة محمد الحزينة يشدها من كبوتها، وينصرها على الفاسدين، ويبعث فيها القدرة على الفرح.طبقات فوق الهمس • ويقول الفلسطينيون: • كنت أتصور أن الحزن يمكن أن يكون صديقا، لكنني لم أكن أتصور أن الحزن يمكن أن يكون وطنا نسكنه، ونتكلم لغته، ونحمل جنسيته!. • الدموع لا تسترد المفقودين، ولا الضائعين، ولا تجترح المعجزات، كل دموع الأرض لا تستطيع أن تحمل زورقا صغيرا يتسع لأبوين يبحثان عن طفلهما المفقود!.• يا دامي العينين والكفين إن الليل زائل، لا غرفة التوقيف باقية ولا زرد السلاسل، وحبوب سنبلة تجف ستملأ الوادي سنابل. • غريبه قصة الدمعة وهي تغسل جفون العين، تريح جفن باكيها مع أنها قمة أحزانه. • مر علينا العيد، لم يحمل لأطفالنا ألعابا، ولا حلوى، ولا ثيابا مزركشة فقد أغرقنا بحر الحزن ولم نشعر بزيارته!. متى تأتي يا عيد؟• عيد .. عيد .. عيدأتلفت حولي.. أتجول في كل أزقة قريتنا فأرى زيتونا مكسورة أغصانهبيتا قصفت جدرانهإما جالسة صامتة تسترجع ذكرىودموعا تحبس في عين أدمتها أياما وليالي زادت حسرتها شيخا يجلس جانبهاويقول لهاابكي .. ابكي .. ابكي فاطمةالدار تبكي .. الزيتون يبكي.. الحجارة تبكي.. الطير يبكي. فلم الدمع نقاومه.. ما عز دمع يوم فراق أحبتنا ودموع في المآقي.. ذكرى الفراق ولا تلاقي!. (زياد مشهور)يا عرب.. يا رائعين.. من الماء إلى الماء كل سنة وأنتم طيبون.