15 سبتمبر 2025

تسجيل

الإحساس بلحظة وداعه وأثر رحيله

04 يوليو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ربما غدًا أو بعده سيحل علينا ضيفًا عزيزا ومبهجًا يفرح به الكبار والصغار، تعمّ به السعادة أرجاء الدنيا، في شمالها وجنوبها، شرقها كما غربها باعتباره من شعائر إسلامنا العظيم، وستمتلئ الساحات وتغصّ المصليات بمن يركعون ويسجدون شكرًا لله تعالى أن بلّغهم رؤية هذا الضيف السعيد وحلوله. الذي هو عيد الفطر المبارك، يعلو فيه التكبير والتهليل، وتتسامى أمامه قيم المحبة والتواصل، وتسوده البهجة والسرور، أو هكذا يُفترض لولا أن تمام كمال هذه الفرحة في عصرنا الأنكد باتت بعيدة المنال، حيث أينما تلتفت، يمنة أو يسرة تسمع صخب الجرائم والمذابح المروّعة التي تفتك بأرواح المسلمين وتغتصب أراضيهم وتنتهك أعراضهم وتشرّدهم من أوطانهم، صرخاتهم واستغاثاتهم ودماؤهم وأشلاؤهم لم تعد تترك أن يكون مكان الفرح كاملًا لمن كان له قلب ينبض بالدين والإنسانية. غدًا أو بعده سينتابنا بمجرّد الإعلان عن "عيد الفطر" شعور غريب، أقرب للمزيج من روح السرور مع حرارة فقْد شهر رمضان المبارك، سيمرّ على مخيّلة الكثيرين منّا طيف الشهر الكريم، شريط ذكرياته، صلواتنا فيه، صدقاتنا، ختماتنا للقرآن الكريم، تقصيرنا وتضييعنا لفرصه التي لا تكون إلاّ في رمضان.في مساء العيد ستتبدّل الأجواء والآفاق التي كانت تتعبّق لياليه بخير الكلام وأجود التلاوات، تصدح في سمائه أجمل التراتيل تتشنّف لأجلها الآذان وتهبّ منها نفحات ونسمات الإيمان. أفواج المصلين يؤدون خلال تلك الليالي صلاة التراويح، وفي عشره الفضيلة يلحقونها بالقيام.حتى الآخرين ممن يرون في شهر رمضان المبارك فرصة أو مناسبة للترفيه والسهر في المطاعم والمقاهي والمجمعات سيصيبهم الشعور ذاته، شعور فقْد أسعد الشهور، وتغيّر اللحظات الجميلة التي تكتسي سعادتها أحاسيس الناس ومشاعرهم في رمضان.أما فضائياتنا ووسائل إعلامنا التي تتديّن في رمضان وتلبس كثيرا منها الالتزام وتضع (برقع) الحياء على برامجها ومسلسلاتها بما فيها الفضائيات المعروفة بنشر ثقافة الانحلال أو الدعوة إليه والترويج لصنوف شتى من ألوان الفساد وسوء الأخلاق. كلّها سيحلّ عليها منذ اليوم لرحيل رمضان شعور آخر قائم على الفقْد، بغض النظر عن نوعية مفقودهم. إنها بركة شهر الله وتميّزه عن بقية الشهور والأيام بالروح التي تسري في الدنيا بقدومه وتنتشر في أيامه ولياليه، تغيّر نمط وممارسة عيشتنا خلاله، حتى إذا ما رحل أحسّ الجميع -الرجال والنساء، الصغار والكبار، الملتزمون وغير الملتزمين، الصائمون وغير الصائمين- بلحظة وداعه وأثر رحيله وشعور فراقه. وكل عام وأنتم بخير.