12 سبتمبر 2025
تسجيلوقف الحديث في الحلقة الماضية عند توزيع أوراق الأسئلة والتي لم أكد أكمل قراءتها حتى شعرت بالخوف والحيرة من أمري ونسيت كل ما كنت قد راجعته وخشيت من الرسوب لأن مسائل الفقه متداخلة والخلط بينها سهل.. وقد كانت ساعات الامتحان تمر سريعا وكنت أتمنى لو أن عقارب الساعة تتوقف ولو قليلا.وهنا تذكرت نصيحة بعض مشايخي حيث كان يقول: ابدأوا في الذي تعرفونه واتركوا الذي لا تعرفونه للأخير.. فالحمد لله الذي ألهمني ووفقني فكتبت الأجوبة التي كنت متأكدا منها، فبدأت أسترجع ثقتي، حتى وصلت للأخير وعرفت أغلب الأسئلة بفضل الله وكرمه.وعندما خرجت انتظرت الشيخ عبدالعزيز والذي كان قلقلا مثلي فاتصلت بأستاذ المادة فضيلة البروفسور الشيخ عبدالرحمن ابن الشيخ عبدالعزيز بن صالح فبشرني خيرا وقال لا تقلقلوا بإذن الله، ثم رجعنا إلى البيت لنأخذ قسطا من الراحة حتى أذان الظهر.بعد قسط من الراحة قمنا لصلاة الظهر والغداء ثم بدأنا مذاكرة مادة امتحان يوم غد، وكانت الامتحانات بعد ذلك سلسة وسهلة نظرا لكسر حاجز الرهبة، إلا أنه في امتحان اليوم الرابع لمادة التاريخ والتشريع الإسلامي استيقظنا من النوم متأخرين عن موعد الامتحان، فقد كنا نرهق بسبب قلة النوم، فلم نكن ننام إلا ساعتين قبل الفجر وساعتين قبل الظهر.خرجنا مسرعين جهة الجامعة وقمنا بالاتصال بالشيخ الطويان الذي أرشدنا للذهاب لأحد الموظفين وكان من أسرة العبيد الذين تربطنا بهم علاقة طيبة فجارنا وخطيب جامع حينا هو القاضي الشيخ عبدالرحمن بن إبراهيم العبيد ووالده الشيخ إبراهيم وكيل الجامعة ولنا به أيضا معرفة طيبة وكذلك بأخيه الدكتور الكريم، وصاحب الشفاعات الحسنة وقل نظيره، الشيخ عبيد العلي العبيد وعلاقتنا بالشيخ عبيد أقوى، فرحب بنا الموظف المسؤول وأعطانا ورقة كتبنا فيها العذر، وقال: النوم عذر مقبول خاصة في أول مرة، وأخبرنا بأن الإعادة ستجري في بداية الفصل الثاني وبعدها دخلنا على الدكتور صالح العبداللطيف مدير إدارة كلية الشريعة والذي بشرنا خيرا وأحسبه صاحب فضل كبير علينا بعد الله، فكم له من معروف علينا ووقفات لا أنساها له، كما يبدو أن هذا خلقه مع الناس فحينما ترك الإدارة وتقاعد سمعنا من الثناءات عليه الشيء الكثير سواء من الأساتذة والطلاب والموظفين.كان يوم الأحد آخر يوم من أيام الامتحانات في مادة السيرة، كما أننا ذهبنا من الامتحان إلى المطار مباشرة وقد اتصل بي شيخي، وأكرم من درسني في الجامعة، الأصولي الشيخ د. خالد بن محمد الغنام، وهو من علماء حايل الذين قدموا فترة للمدينة للتدريس فيها فأوصلنا في سيارته إلى المطار، وكنت قد حاولت الاعتذار منه حتى لا نشغله ولكنه أصر، وقال: أنتم في الغالب أول مرة تسافرون، وحينما وصلنا المطار أراد أن ينزل الحقائب فخنقتني العبرة لتواضعه، وقبلنا رأسه وانصرفنا وكنا آخر الداخلين للطائرة التي أوصلتنا للدوحة بعد انقطاع ثلاثة أشهر تقريبا.