12 سبتمبر 2025

تسجيل

المتسولون في شهر رمضان واستغلال طيبة "أهل قطر" والحاجة لردعهم!

04 يوليو 2015

من الظواهر الدخيلة والغريبة على المجتمع القطري في الآونة الاخيرة وجود الكثير من الوافدين ممن يحترف "التسول" بطرق مبتكرة وعجيبة، فنحن نعيش ايام شهر رمضان الفضيل، وهو فرصة للعبادة والتواصل مع الله ونشر العمل الخيري، ولكن يبدو ان بعض الاجانب والوافدين ممن يدعي الحاجة للمال يجوب المجالس القطرية ويتسول بكل اريحية في البيوت القطرية "رجالا ونساء" دون قيود أو مراقبة من قبل الجهات المسؤولة في الدولة، والظاهرة بدأت تتفاقم وتزداد تعقيدا في كل الأحياء الشعبية والمؤسسات الحكومية وخاصة الخدمية منها.ان هذا التصرف المشين من قبل الوافدين لم يعد لائقا، ومن المؤسف انهم لا يخجلون من خلال هذه الطريقة المنبوذة في التسابق على دخول البيوت القطرية دون استئذان بحجة انهم فقراء ومساكين، وانْ كان الغالبية منهم ممن يعمل موظفا في الدولة، ولعل طيبة القطريين كانت وما زالت غافلة عن هؤلاء الذين يطوفون الاحياء السكنية دون رقابة او متابعة من قبل الجهات الأمنية التي يجب ان تكون العين الساهرة على البيوت وملاحقة هؤلاء الذين باتوا يشكلون "مجموعة عصابات"، لا نعرف اين يأخذون هذه الاموال وكيف يتصرفون بها؟ وهل يستخدمونها لأعمال ارهابية او لمد بعض اعداء الوطن ممن يقيم في الخارج!! . بل إن بعض المحتالين من الرجال يرتدي لباس المرأة المعروف بالعباءة والنقاب للتحايل على اهالي البيوت، وهذا المشهد يتكرر كثيرا هذه الايام، كما ان بعضهم يقود السيارات الفارهة والفاخرة دون علم أهالي البيوت التي يقصدونها، واغلبهم لا يدخلون البيوت من ابوابها!! . كل الاحتمالات والتخمينات هذه واردة وقد تكون نادرة ولكنها وقعت بالفعل، ما دامت الرقابة غائبة عن هؤلاء الذين يجمعون الملايين من اهل قطر تحت حجة الفقر والفاقة والحاجة للمال، ولكن طيبة القطريين تجعلهم يمنحون لهؤلاء الاموال من باب "حسن النية" كعادتهم !!.ظاهرة التسول من قبل الوافدين في قطر والعمالة السائبة على وجه الخصوص تتكرر يوميا سواء كانت في رمضان أو في الاعياد أو في الايام العادية، حيث باتت مسألة لا ينبغي السكوت عنها لأن آثارها السلبية كثيرة، وقد تمادى هؤلاء إلى التسول عن طرق اخرى غير جمع الاموال، فهم يطلبون ايضا المواد الغذائية والتموينية، بل ان الكثير منهم تجده منتظرا امام "جمعيات الميرة" ليشتري من القطريين المواد الغذائية المدعومة من الحكومة بأسعار رمزية لأنها رخيصة الثمن رغم انها مخصصة للمواطنين فقط، وهذه الطريقة تقوم على الاحتيال والنصب على المواطنين تحت ذريعة انهم من المساكين والمحتاجين وقد يدفعون اقل من سعر البضاعة، وهم يهدفون إلى عكس ذلك ليبيعوها بعد ذلك بأسعار مرتفعة على البقالات والسوبرماركت لأن اصحابها هم من نفس الجنسية!! .ونؤكد بأن الجهات الامنية في الدولة عليها ان تراقب هؤلاء من اصحاب النصب والضحك على المواطنين الذين تجدهم اليوم في كل بيت وكل جمعية وكل بقالة وكل مجمع تجاري بل وكل مسجد دون مراقبة .. والسبب في تواجدهم انهم "فقراء ومحتاجين" ولا نعرف اين تذهب اموالهم التي يجمعونها من جيوب اهل قطر طوال ايام السنة.ومن الأمور المستغربة كذلك في مواسم الاعياد انك تجد بعض من يمتهن مهنة التسول يجوب الاحياء السكنية بسيارات متخصصة لنقل الاطفال في هذا الشهر، حيث تجد الاحتراف في انجاز هذه المهمة دون وجود اي رادع، ونحن هنا لا نحسدهم بل نقول بأن مهنة التسول بوجود هذه الطرق الماهرة يجعلنا نؤمن ان هؤلاء اللصوص لم ينتشروا في البلاد إلا بسبب التساهل معهم ومن الواجب ان تكون كل الجهات اول من يتحرك لضبط عملية التسول.أحدهم قال لي : إن بعض من يتسول من النساء يسعى لتحقيق بعض الاهداف الاخرى من خلال امتهان هذه المهنة لتحقيق بعض السلوكيات المنحرفة وغير الاخلاقية في البيوت، وهذا الشيء قد يكون واردا ما دامت العملية سائبة وبلا رقابة أو متابعة، ومن هنا فمن حق صاحب او صاحبة البيت التعامل مع كل متسول بالضرب من باب الدفاع عن النفس، ومن ثم الاتصال بالجهات الامنية لإنقاذ الموقف!!. واختم بذكر بعض الحلول لمكافحة "ظاهرة التسول"، نذكر بعضها في هذا المقام نظرا لأهميتها ومنها: (كما ذكر د. محمد عرفة).تفعيل فريضة الزكاة فهي الأداة الأولى للتخفيف من حدة الفقر ـ وتطبيق وتفعيل الوقف طبقاً لأحكام الشريعة الإسلامية. وتشجيع أشكال الإنفاق التطوعي الأخرى مثل الوصية والهبة والصدقات والكفارات ما يُساعد على زيادة التكافل والتضامن بين أبناء المجتمع ـ والعناية بالأحياء الفقيرة برفع مستوى الخدمات والبنية الأساسية بها ونشر دور الرعاية الاجتماعية فيها ـ ويُمكن عمل مشروع خيري يحمل شعار "إغاثة ومساعدة أطفال الشوارع" وذلك بإنشاء مراكز متخصصة لاستقبال أطفال الشوارع وتوجيههم اجتماعياً ودينياً وإنشاء دور للإقامة المؤقتة أو الدائمة ومشروع متكامل للتنمية ـ ومنح قروض حسنة دون فوائد للأسر الفقيرة لتنمية دخلها ورفع مستواها بإنشاء مشاريع إنتاجية صغيرة أو متوسطة ـ ومعالجة ظاهرة تسرب الطلاب من المدارس وتشجيع برامج محو الأمية للكبار ممن فاتهم قطار التعليم ـ ومكافحة ظاهرة العمالة السائبة نظراً لأنها تمثل أحد أهم أسباب ظاهرة التسول ـ وتنمية الوازع الديني لدى المتسولين وأسرهم ومحاولة إصلاحهم حتى يُصبحوا أعضاء نافعين عاملين في المجتمع ـ وضرورة تغيير النظرة المتبادلة بين المجتمع وأطفال الشوارع للوقاية من الإجرام مستقبلا ـ وكذلك تغيير النظرة إلى المعوقين والعمل على دمجهم في المجتمع ـ ونشر الوعي العام بخطورة مشكلة التسول بين الجهات والجمعيات الأهلية ذات الصلة بالظاهرة لرفع مهارات العاملين بها للوقوف على الحجم الحقيقي للمشكلة وطبيعتها ووضع الحلول الوقائية والعلاجية لها ـ وأهمية تضمين بعض برامج المدارس في المراحل الدراسية الأولى تعريفاً للتسول وتوضيحاً لأضراره على الفرد والمجتمع ـ وضرورة قيام وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية بدور مهم في التعريف بالظاهرة وتوضيح حجمها وأضرارها من خلال الكتابات والبرامج والندوات ـ وتفعيل دور المواطن والمقيم في الوقاية من ظاهرة التسول وذلك بعدم التبرع لأي شخص يطلب أو يستجدي المال في الشارع أو على أبواب المساجد أو المستشفيات أو غيرها من الأماكن العامة بل يتم توجيه هذه الأموال وإيداعها في صناديق خاصة توزع حصيلتها على الأسر المعوزة من واقع البيانات الرسمية عنهم ـ وتفعيل دور المؤسسات الاجتماعية ـ وتفعيل دور إدارة مكافحة التسول من خلال تعاون المواطن والمقيم معها لتحقيق أهدافها ـ ورصد جائزة سنوية لأفضل جمعية خيرية تساعد على القضاء على هذه الظاهرة وترفع مستوى الأسر الفقيرة وتجنب بعض أفرادها اللجوء إلى الشارع للتسول والاستجداء ـ وتفعيل العقوبات النظامية للتسول وللظواهر الأخرى المرتبطة به مثل ظاهرة العمالة السائبة والتسلل عبر الحدود وهذا يتطلب نوعاً من المرونة في مواجهة بعض العقبات الإدارية والنظامية ـ وعدم توزيع الصدقات في الأماكن العامة حتى لا يستغلها البعض ممن لديهم استعداد للتسول ـ ودعم برامج تشغيل العاطلين عن العمل من خلال تدريبهم وتأهيلهم ليصبحوا عمالا مهنيين تستقطبهم المصانع والشركات ـ وتشجيع الأبحاث الاجتماعية والجنائية والإحصائية وتوجيهها نحو أبعاد هذه الظاهرة ووضع الحلول الفاعلة لها.لا بد من تكثيف الرقابة على كل متسول في قطر اليوم، ومتابعة امثال هؤلاء، لكي نعرف الذي يستحق منهم هذا المال ومن لا يستحقه، وان كنت ارى ان الغالبية منهم يتسولون بهدف الاحتيال على الناس واستغلال طيبة الشعب القطري، مع اهتمام الجهات المسؤولة في الدولة بمراقبة اصحاب هذه الظاهرة الدخيلة علينا .. اللهم احفظ أهل قطر من كل مكروه.** كلمة أخيرة: في الختام لابد من الإشارة للخط الساخن لوزارة الداخلية المنشور على حسابها بتويتر للإبلاغ عن حالات التسول على مدار الساعة : 33618627 - 23474444