14 أكتوبر 2025
تسجيلقال صاحبي: لم يقف أمر تأثير القرآن الكريم في قلوب خصومه عند كفار قريش، بل تعداه إلى التأثير في علماء الغرب المحدثين، والمنصفون من هؤلاء يشهدون بعظمة القرآن الكريم، يقول المستشرق "كارلايل" وهو من أساتذة جامعة كمبردج: "إن علوية القرآن في حقيقته العالية.. فهو حافل بالعدل والإخلاص، والدعوة التي بلغها محمد صلى الله عليه وسلم إلى العالم حق وحقيقة.وبهذا الصدد يقول المؤرخ الإنجليزي "جيبوته" : "إن مرحداً ذا رأس مفكر لن يتردد في الاعتراف بوجهات نظر الإسلام، فقد يكون الإسلام ديناً أعلى من تطورنا الفكري اليوم".وبهذا الشأن يؤكد: "ستنفاس" أن القرآن الكريم واحد من أهم الكتب التي انتقلت إلى الناس ليستفيدوا منها، فهو سجل جامع لأسس الأخلاق والعقائد الكفيلة بتحقيق التوفيق والهداية للناس في حياتهم.ويجزم الفيلسوف الفرنسي "الكس لوازون" في كتابه "حياة محمد" بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد خلف للعالم كتاباً هو آية البلاغ، وسجل الأخلاق" ثم يؤكد أنه "ليس من بين المسائل العلمية التي كشفت حديثا أو المخترعات مسألة تتعارض مع الأسس الإسلامية، فالانسجام تام بين تعاليم القرآن والقوانين الطبيعية، مع ما نبذله من المساعي للتأليف بين النصرانية وبين القوانين الطبيعية".ومع بزوغ فجر كل يوم يشرح الله عز وجل صدوراً كثيرة، ويكون أول قولهم بعد إسلامهم الإشادة بعظمة القرآن الكريم بأنه- حق- الهداية التي لم يسبق إليها، ولا يلحق بها.فضله على أصحابه: والمسلمون- في حاضرهم- مطالبون بمزيد الإقبال على القرآن تلاوة وفهماً، وإعمالاً لحواسهم في إدراك ما جاء به من أسس قويمة بغية العيش في حياة آمنة مطمئنة، والفوز برضوان الله تعالى في الآخرة، قال تعالى: "فاقرأوا ما تيسير من القرآن" (المزمل: 20).والذي لاشك فيه أن للقرآن الكريم فضلاً عظيماً على اصحابه، وأول ما يمن الله تعالى به على قارئ القرآن الكريم السكينة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده" (رواه مسلم).والسكينة مملكة من ممالك الله العليا يختص بها من يشاء من عباده، فإذا حلت بالقلوب اكسبتها طمأنينة واستقراراً ومن ثم فقد ورد ذكرها في القرآن الكريم في مواقف حاسمة تكاد تنخلع منها القلوب لشدة ما فيها من الهول والفزع.ورد ذكر السكينة عندما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في غار ثور مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه وكان الموقف شديداً مفزعاً، قال تعالى: (فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها..) (التوبة: 40).وبالله التوفيق