18 سبتمبر 2025
تسجيلعندما قامت الثورات في مناطق كثيرة في العالم العربي كان هؤلاء الشباب يقومون بمظاهرات واعتصامات نتيجة لما عانوه من بطالة وظروف صعبة ولما يرونه من فساد وتمييز وأيضا تشجعوا بما جرى حولهم وللإحباط الذي أرادوا أن يتغير إلى أمل مشرق. ولكن الأحزاب السياسية رأت أن هذه فرصة ذهبية لا تتعوض فتسللت إلى هذه الثورات لأن هؤلاء الشباب لا يحملون برنامجا ولا منهجا ولا فكرا وإنما التغيير فقط ثم ماذا بعد ذلك لا يعرفون. كما أن الشباب الذين درسوا في مدارس ذات منهج موجه وثقافة أخذوها من المحطات الفضائية أو من المواقع وشبكات التواصل، ولا يعرفون الكثير عن تاريخ بلادهم الحقيقي. فبعد الثورات ووصول الأحزاب والفئات المختلفة للحكم رأينا جهات تبذل جهدا كبيرا لنشر فكر فيه دفاع عن دكتاتوريات انتهت وأفكار أثبتت فشلها. ولقد حكم اليسار سنوات طويلة وسقطت أطروحاته الفاشلة التي قادت الأمة إلى حروب وهزائم ومزقت الأمة ودمرت الاقتصاد وأوصلتنا إلى ما نحن فيه من أزمات ومحن ولقد سقطت هذه الأنظمة في أوروبا الشرقية وتغيرت وانتهت، إلا أن اليسار في بلادنا مازال يطمح ويطمع. واضرب مثلا لما قرأته من كلام محزن وتزوير في موقع يمني اسمه مأرب برس يصور النظام الشيوعي أيام سالم ربيع بأوصاف كلها تزوير وخداع للشباب وتضليل عن نظام أمم الممتلكات وذبح وسحل العلماء ومقابر جماعية، ولقد رأينا جحيم ذلك النظام الذي شرد آلاف الناس ومنع القرآن وانكر وجود الله وصفى الخصوم بشهادة الجميع وهو تاريخ أسود، ورأينا الدفاع عن إبراهيم الحميد صاحب السجون أيام محمد خميس وضحاياه والقمع والقهر والفكر المعادي للإسلام في التربية والتعليم ووصف الإسلام بأنه استعمار من خلال وصف الأسود العنسي بأنه ثائر يمني، وكانت فترة الحمدي أسوأ فترة في تاريخ اليمن من الظلم وإلغاء المؤسسات والفساد الأخلاقي الرديء، وكان الواحد لا يستطيع السفر إلا بإذن من محمد خميس وغيره. ودعونا من الشعارات المزيفة، أما الكلام عن الوحدة وسالم ربيع فدعونا نتكلم بصراحة ان الهدف لم يكن الوحدة بل هو صراع امريكي-روسي ومناطق نفوذ. وكانت الولايات المتحدة تريد إخراج روسيا من عدن، وكان الحمدي الذي كان حليفا لشاه ايران والسافاك ورجال الغرب كأحمد عبده وسعيد ومن وراءه ومن معه، وكانت الفكرة والمهمة للحمدي استقطاب عناصر من الجنوب وذلك بعد تقرير بول فتولى عضو الكونجرس الذي زار عدن أيام كارتر، وحث كارتر وسيروس فانس وزير الخارجية وتعدد اتصالاته وانجذب سالم ربيع لهذا الأمر وكان الحمدي مكلفا بهذه المهمة ولكن الحمدي قتل بعد ان كانت هناك صفقة لمشروع يتضمن تصفية عناصر وجهات كثيرة، والحمدي كان له خصوم كثيرون لأنه كان دكتاتورا وسفاحا لا يطيق الرأي الآخر، ولكن استمرت الجهود في عهد الغشمي من خلال الشنطة المعروفة التي استبدلت مع المبعوث الرئاسي لسالم ربيع، وكانت رسالة توجهها روسيا لخصومها وللحفاظ على مصلحتها في ذلك البلد المطل على باب المندب. ودعونا من سخافات الشعارات وتزوير التاريخ، وكان مستر تونيام مبعوث كارتر واصلا لعدن لإكمال المهمة فوصل إلى صنعاء وهذا ما يعرفه المطلعون على التاريخ وكان أمرا معروفا ولكن هناك من يحجب التاريخ ويريد الشباب يقرأونه بلغته، وكنت أود أن يسمع أصحاب موقع مأرب برس من مشايخ قبائلهم عن تاريخ علاقة مأرب مع الحمدي وضرب أرحب بالصواريخ وغيرها. وهذا ما نراه في تضليل الشباب من قبل هذه الأحزاب التي تريد أن تسوق لفكر ماركس ولينين الاتحاد السوفييتي الذي تركته روسيا اصلا ودول أوروبا الشرقية وحتى الصين لم تعد تسوق له بعد فشل هذا الفكر السيئ الذكر. ولكن هناك من يقدم جيفارا وعبدالفتاح وغيرهم كأبطال ويقدم اليوم سالم ربيع وحاليا على سالم البيض على أنهم رموز وطنية، عجيب هذا الأمر وبعد فشل الناصريين بعد سقوط القذافي وانقطاع التمويل وتحالفهم مع ملالي إيران الذين يمولون اليوم الحركات اليسارية نيابة عن روسيا للوصول لأهداف في المنطقة، وما سلطان السامعي بغريب عن أسماعنا، وقد رأينا في عدة بلاد من يزور التاريخ ولا توجد أمانة علمية وكأنهم يتلقنون ذلك من أستاذهم هيكل المزور الكبير الذي يحذف فقرات لتخدم هدفه ويؤلف قصصا لا يصدقها عقل مثل قصة أن نائب رئيس الجمهورية السادات صنع القهوة لعبدالناصر في قصر القبة وكأن عبدالناصر ليس لديه طباخون وقهوجية وأطباء ورجال أمن يفحصون المطبخ كما هو البروتوكول ويستغفل المشاهدين، هؤلاء الناس وجدوا شبابا لا يقرأ ووجدوا مفكرين لا يهتمون بتدوين التاريخ وتقديم الحقائق. العالم اليوم يسير نحو الأفضل وما هي دول حلف وارسو قد انضمت للاتحاد الأوروبي ونبذت الماركسية وجعلتها خلف ظهرها، ونحن اليوم نريد أن نعود بذلك إلى الواجهة ونعيد تاريخ ماركس وماو ولينين ممثلا بعبدالفتاح إسماعيل وسالم ربيع والبيض ونريد اعادة الناصرية التي هزمتنا في 67 ودمرت مصر والعالم العربي وأضاعت علينا القدس والجولان والضفة وغزة وجيشها كان ليلتها يشرب ويغني ويرقص مع برلنتي عبدالحميد وهناء صبري، وأرجو أن يسأل هؤلاء عن الانسحاب من سيناء وضرب المطارات وانهزام الأنظمة التقدمية الأسود، حتى أن المصريين سخروا من ذلك وغنوا أغنية شادية (قولوا لعين الشمس ما تحماشي لحسن جيش جمال عبدالناصر راجع ماشي). وقولهم إن طفلا يحبو إلى الخلف فقال الدكتور لأبيه لا تقلق سيتخرج ضابطا. وتركوا الدبابات والمعدات الثقيلة التي تحملها الجيش المصري والشعب دينا لروسيا. اقرأوا التاريخ، ولا ننسى دور الناصريين في الانقلابات في اليمن وقمعهم للشعب اليمني أيام الحمدي لا أعادها الله على اليمن، وزالت هناك جهات تخفي اسماء اشخاص غابوا وماتوا في سجون الحمدي التي كانت تحت الأرض ويجري فيها أبشع انواع التعذيب. وللاسف إن التزوير وصل إلى مصر نفسها على يد عدد من الصحفيين مما جعل الرئيس مرسي يدخل هو هذا السوق ويترحم على عبدالناصر في خطبه وهو يعرف من هو، والضحايا هم الشباب الذين لم يقرأوا التاريخ وقصصه العجيبة في تاريخ الفترة التي كانت الأنظمة المسماة تقدمية تقود الأمة إلى الدمار والهلاك ترفع شعارات خداع للجماهير، وهذه الأنظمة التي كلفت الخزانة مليارات الدولارات والصفقات المشبوهة والاسلحة غير الصالحة والاتفاقيات مع الاتحاد السوفييتي ودول أوروبا الشرقية، إضافة للاتصالات السرية مع العدو الصهيوني واستعانتها بدول حلف وارسو في خبراتها في السجون والتعذيب، هذه الأنظمة خانت قضية فلسطين وتآمرت عليها وأضرت الأمة سنوات، واليوم يحاول ان يعود هؤلاء بصورة الأبطال لأن شبابنا لا يدركون أن هؤلاء يستخدمونهم للوصول الى الكراسي وكلامهم عن الحرية والديمقراطية أضحوكة فهي ديمومة الكراسي والعشق لها، والمعروف ان الاحزاب اليسارية في عدد من الدول قد تراجعت وتعاملت مع الواقع ولكن اليسار عندنا مازال يراهن على العودة للسلطة بعد عملية تجميل والسبب يعود إلى الجهل التاريخي وصراع الجميع من الأحزاب والفئات للوصول إلى السلطة، وتعتبر هذه المرحلة أسوأ مرحلة من تاريخ الأمة لأنها مرحلة فقدان الهوية والاضطراب الفكري، ولقد وصل الأمر بهؤلاء إلى أن هناك من يتجاهل تاريخ القدس ولا يمانع من اعطائها لإسرائيل ويعتبر إسرائيل ليست العدو للأمة لأن الثقافة استغلت بقوة في التزوير، وللأسف هناك تراجع ثقافي وفكري وغابت عن الأمة القيادات الفكرية والثقافية والكل يصارع للكرسي على حساب الفكر والدين والهوية.