20 سبتمبر 2025
تسجيلالخوف جدار صلد يحول بين الإنسان وأنفاسه، وإنسان خائف، إنسان يعيش على حافة الحياة بائساً، حزيناً، فاقدا لنعمة الأمان!! إذن الأمان شعور تستقصي على أي إنسان أن يعيش بدونه لأنه ركيزة في غاية الأهمية للسكينة، ومن ثم الانتاج، والبناء، ودوران عجلة الحياة إلى الطموحات، والآمال التي تصبو إليها النفس، ومنذ عرفت مشكلتها وأنا أعرفها إنسانة واقعة تحت التهديد وضياع الأمان، فهي كعشرات الزوجات اللائي كان قد رهن زوج لا يمنح الأمان، بخل بالحنان، والحب، والسؤال، والاحتواء، والحوار، والإنصات، والطبطبة، والإنفاق إلا بالنزر القليل، إذا ما دخل البيت دخل أبكم لا كلام ولا سلام، فقط تكشيرة تعلو الجبين، وعين سخط تبدي المساوئ، متعطشة هي دائماً للكلمة الحلوه، التي لا تسمعها إلا وقد تحدث زوجها لسواها، العصبية في البيت، واللين خارجه، التقطيب من نصيبها وانبساط الأسارير وفرد الوجه في عمله من نصيب غيرها، الدماثة، والرقة، والأدب، وجمال الطبع والحرص على الحرف والكلمة كله كله تلاحظه بعيداً عن البيت وما نصيب البيت إلا الصراخ، والشتيمة، وافظع النعوت حتى كادت أحيانا ألا تصدق أن هذا الرائع خارج أربعة جدران المنزل هو هو نفسه زوجها، كل يوم كان يباعد بينها وبين السكينة والأمان فلم يترك شيئا يهينها إلا وفعله من تحقير، وتصغير، وإهانة أمام الأولاد حتى الطرد فعله باعصاب باردة دون أدنى إحساس بالقلق، وضاعت الحياة تماماً، وضاع أمانها وهو غير مقدر أنه يدمر مخلوقه (تتعكز) على بقايا صحة مفروض أن تخدم بها سبعة في بيت لا يكف عن طلب المزيد من الخدمة لتسير أمور البيت، أوجعها جداً أنها فقدت احترامها أمام أولادها بعدما اجترأ عليها بالسباب وأقذع الألفاظ، وداخت بين المحاكم وبينه، لم يدلها أحد على سبيل لإصلاحه أو محاولة إصلاحه إلا وسلكته لكن دون جدوى، فهو لا يبالي بجلسات الصلح التي حاولت الاستشارات العائلية تصفية الأجواء بها، لم يستمع لقاض يحاول رأب الصدع لينقذ أسرة من ضياع محقق، ظل سادراً في غيه، غير مستمع إلا لصوت نفسه حتى كان آخر جروحها طردها من حجرتها لتنام مع الأولاد مسجلاً حالة هجر طويلة لا يقرها دين ولا شرع، وكأنها كائن حبيس بالبيت للخدمة، والطبخ والتنظيف دون أدنى حقوق مع تقصير زاعق في الانفاق خاصة على الجانب الذي يخص صحتها التي بدأت تتأثر كثيراً تحت ضغط القهر والإهانة والإهمال، لم تجد أمامها عندما فاض الكيل إلا المؤسسة القطرية لحماية الطفل استقبلت شكواها بفاعلية وسرعة، في محاولة لبث روح الطمأنينة في قلب إنسانة تشعر بالاغتراب عن بيتها وزوجها وهي في أشد حالات ضعفها، وقد اتصلت المؤسسة بالزوج محذرة من أي إهانة، أو ضرب، أو طرد، أو ما يسيء للزوجة التي استنجدت بها وافهمته أن زوجته ليست وحدها وأنها تحت رعاية المؤسسة القطرية لحماية الطفل والمرأة، أحسست براحة كبيرة والزوجة الموجوعة تحكي لي أمس أنها اتصلت بخط (919) في الثانية بعد منتصف الليل فوجدت من يرد عليها من المؤسسة ويستقبل شكواها، وهنا لابد أن أقدم تحية تليق بجهود كل العاملين بالمؤسسة القطرية لحماية الطفل والمرأة التي كبر تقديري لها عندما اتصلت بالاخصائية الاخت حصة المريخي التي استقبلت شكوى الزوجة (المقيمة) لتشعرها أنها في بلدها وبين اخواتها وإذا ضاقت الأمور بها فستكون في دار أمان حتى تحل جميع مشاكلها، وكان جميلاً أن اسمع منها أن "دار أمان" مؤسسة خاصة ذات نفع عام تبذل ما تستطيع من رعاية وتقف ضد العنف بكل صوره، وهي مؤسسة تنحو نحو حماية المتضرر من الخوف ببسط الأمان ورأب الصدع بين الأزواج، وحل المشاكل التي قد تحول بين المرأة أو الطفل والحياة الآمنة في ظل لجنة تتأكد من صحة المشكلة لمتابعتها، وإنهائها، مرة أخرى تحية (لدار أمان) التي تقدم كل الرعاية الممكنة للمتضررين والشكر الجزيل لسمو الشيخة موزا بنت ناصر التي تمد تحت رعايتها ظل الأمان لكل من يقيم على أرض قطر بغض النظر عن كونه مواطناً أو مقيماً. *** * طبقات فوق الهمس * كل جرح له دواء.. وسوء الخلق ليس له دواء. * التذكير بالحقيقة مؤلم لذا ستجد من يهرب من الحقيقة هروبه من شفره سكين. * الإهانة والإهمال يمكن أن يهدما بيتاً. * من لم يرحم الناس.. لا يُرحم. * أشد الفاقة.. رأس بلا عقل. * الصدق أحياناً معجزة.