16 سبتمبر 2025
تسجيلقال ابن كثير في قوله (وَلَعَلَكُمْ تَشْكُرُونَ) أي: إذا قمتم بما أمركم الله من طاعته بأداء فرائضه، وترك محارمه، وحفظ حدوده، فلعلكم أن تكونوا من الشاكرين بذلك. وفي الحديث «عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير. وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر. فكان خيرا له. وإن أصابته ضراء صبر. فكان خيرا له» قال ابن القيم: الشكر ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده: ثناء واعترافا، وعلى قلبه شهودا ومحبة، وعلى جوارحه انقيادا وطاعة. قال ابن قدامة: «الشكر يكون بالقلب واللسان والجوارح. أما بالقلب فهو أن يقصد الخير ويضمره للخلق كافة. وأما باللسان: فهو إظهار الشكر لله بالتحميد، وإظهار الرضى عن الله تعالى. وأما الجوارح: فهو استعمال نعم الله في طاعته، والتوقي من الاستعانة بها على معصيته، فمن شكر العينين أن تستر كل عيب تراه للمسلم، ومن شكر الأذنين أن تستر كل عيب تسمعه». وقال الحسن البصري: «إن الله ليمتع بالنعمة ما شاء، فإذا لم يشكر عليها قلبها عذابا، ولهذا كانوا يسمون الشكر: الحافظ، لأنه يحفظ النعم الموجودة: والجالب، لأنه يجلب النعم المفقودة». وعلى العبد أن يستعين بالله على شكره ويقول (رَبِ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَ وَعَلَى وَالِدَيَ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِيَتِي إِنِي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) وأن يكثر من: (الْحَمْدُ لِلَهِ الَذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَا لِنَهْتَدِيَ لَوْلاَ أَنْ هَدَانَا اللَهُ) و أن يقول دُبُرِ كُلِ صَلاَةٍ: اللَهُمَ أَعِنِي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ. وفي الحديث «خصلتان من كانتا فيه كتبه الله شاكرا صابرا، ومن لم تكن فيه لم يكتبه الله شاكرا ولا صابرا، من نظر في دينه إلى من هو فوقه فاقتدى به، ونظر في دنياه إلى من هو دونه، فحمد الله على ما فضله به عليه كتبه الله شاكرا صابرا، ومن نظر في دينه إلى من هو دونه، ونظر في دنياه إلى من فوقه فأسف على ما فاته منه لم يكتبه الله شاكرا ولا صابرا» فاللهم اجعلنا من الشاكرين.