اتحدوا يا شعوب الخليج تجاه أعداء الوحدة

مجلس التعاون تأسس 1981 بعد التهديدات التي حلت بالمنطقة بهدف لم الشمل وتعزيز الاقتصاد كقوة ضاربة في العالم المؤامرة على قطر بدأت تنكشف خيوطها ولكن وحدة شعوبنا أثبتت عمق تكاتفنا وتآخينا وقت الأزمات والفتن ضد السفهاء كنت ومازلت أدعو دول مجلس التعاون الخليجي إلى الوحدة والتكاتف ، وهذا ما بينته ومازلت أصر على تبيانه في جميع كتاباتي الأسبوعية عبر هذا المنبر، ذلك أن وحدة دول المنطقة هو هدفنا جميعاً ، وما إنشاء " مجلس التعاون " سنة 1981 م على أيدي قادة الدول إلا لتحقيق هذا الاتحاد وقوفا في وجوه أعداء التفرقة والتشتت، وهو ما يحدث اليوم بشكل علني وبحملات إعلامية تحاول شق الصفوف وإثارة البلبلة والنعرات بين الدول والشعوب وبكافة الوسائل المتاحة!!. وقد تكون شبكات التواصل الاجتماعي اليوم هي الأكثر استحواذاً على نشر عوامل الفرقة بين دول الخليج ، بجانب أكاذيب بعض الفضائيات المأجورة والتي تسعى لتحقيق أجندات خارجية بما يساير مصالح أعداء الاستقرار في المنطقة وجعلها مستمرة في الاشتعال بلا مبرر ولا نخوة أو حمية على هذه الشعوب التي ترفض هذه الفرقة جملة وتفصيلا!!. وقد جاء قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية قبل أكثر من ثلاثين سنة بعد قرار حاسم اتخذه أمراء وملوك دول الخليج العربي بعد ظهور الثورة الإيرانية التي باتت تهدد استقرار دولنا وتبعث على التشاؤم في نشوب تحديات جديدة ضد شعوبنا ودولنا بما يجعلنا أكثر حذرا ويقظة بعد تلك التطورات التي لا تبعث على التفاؤل ، وهذا الشيء قد يكون تحقق اليوم من خلال تهديد دول التعاون وتمزيق شعوبها من خلال شق الصف بيننا بشتى الطرق ومنها الطرق الخبيثة التي تروج لهذا التمزق والتفرقة بشكل مقصود ومدروس . ومن هنا فان دول مجلس التعاون مطالبة بأن تكون حذرة كل الحذر من التهديدات التي حلت بالمنطقة مؤخراً، بهدف زعزعة أمنها الداخلي ونشر الفوضى بين شعوبها تمهيدا لتشتيتها ، ومن هنا فلا بد من لم الشمل وتعزيز الاقتصاد الوطني كقوة ضاربة في العالم ووضع استراتيجيات إعلامية موجهة ومدروسة لتوحيد الكلمة والعمل في خندق واحد . فالمؤامرة على قطر كإحدى دول مجلس التعاون بدأت تنكشف خيوطها، ومن يقف وراءها ، ولكن وحدة شعوب دول المنطقة جمعاء أثبتت عمق تكاتفنا وتآخينا وقت الأزمات والفتن ضد بعض السفهاء الذين زرعوا عبر وسائل الإعلام عوامل هذه الفرقة والتي كانوا كما يبدو يعدون لها العدة منذ سنوات للتآمر على قطر بكافة الصور الدنيئة والوقحة للنيل منها ومن شعبها ، ولكن شعوب الخليج واعية للغاية لهذه الألاعيب الخبيثة والتي فشلت حتى الآن وهي في مهدها . لا أجد أجمل من هذين البيتين من الشعر العربي القديم ، كنصيحة نوجهها لكل غيور على الوحدة والاتحاد : كونوا جميعاً يابني إذا اعترى *** خطب ولاتتفرقوا آحـــادا تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً *** وإذا افترقن تكسرت أفرادا كلمة أخيرة : آية قرآنية لا تزال خالدة ، وتوصي بالوحدة والاتحاد ، ونبذ الخلافات ، فالقرآن الكريم خير معلم للبشرية ، قال تعالى : " وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ " ، وهذا هو خير الدروس على الإطلاق لتوحيد الصف من جديد.