18 سبتمبر 2025
تسجيلشهر رمضان.. بخلاف أنه شهر الصوم والعبادة.. فإن في هذا الشهر تكثر الصدقات.. وخير مثال منظر الخيام الرمضانية وإفطار الصائم. وهذا أمر مشهود في كل عواصم العالم العربي والإسلامي، ودليل على ترابط الأمة، بل أن العديد من الجمعيات الخيرية وبخاصة في دول الخليج تقوم بهذا الدور في كثير من دول العالم، ولا يقتصر الأمر على إفطار المسلمين فقط، بل للفقراء والمساكين وعابري السبيل في عدد من الدول الفقيرة في آسيا وإفريقيا، والآن يتكرر الدعاء بأن يمدّ الجميع يد العون والمساعدة إلى الأشقاء في كل أرجاء العالم، لأن الهدف الأسمى مساعدة الإنسان بعيداً عن اللون والجنس والمعتقد، خاصة مع تدافع الآلاف من المعذبين في الأرض ممن يهربون خوفاً من القتل على الهوية أو العقيدة. إن هذا الدور ليس منة، ولكنه واجب إنساني، لأن الإنسان لابد وأن يساعد أخاه الإنسان في محنته، بعيداً عن كل ما يشوه مفردة الإنسانية، ما أكثر المظلومين والمضطهدين في العالم، قوارب الموت هنا، وحصار المدافع هناك، وهناك تناحر عقائدي ومذهبي، والمسلم مع الأسف يدفع الثمن، وليس هناك سوى الدعاء بأن يرفع الله الغمة عن الأمة، كل هذا الأمر معروف وأمر بديهي، ولكن البعض مع الأسف يحوّل هذا الشهر إلى شهر للاستجداء الرخيص، وليس هناك من يردع هؤلاء، عامل مثلاً في جهة ما.. يقف بالمخمة عند إشارات المرور، استجداء رخيص ويظل ينظر إليك ولسان حاله يقول: "ياالله عطني مهب أنت مسلم".نعم الصدقة تجوز على المسلم وغير المسلم، ولكن هناك فرقا بين هذا الاستجداء الرخيص وعمل الخير، هذا أولاً وثانياً أنت عامل وعليك أن تؤدي عملك، وذات النموذج الذي يقف أمام الكراج وأنت تخرج من بيتك، معه المخمة.. ويتطلع إليك ولولا الحياء لرفع عقيرته وصرخ عليك. أنت أيها المسلم ادفع الإتاوة.. وذات النموذج وهو يقف خارج أبواب المساجد، فهو لا يستطيع الدخول لأنه غير مسلم، ولذا يقف بعيداً عن الباب وقد يساعد بعض المصلين في جلب نعاله أو حذائه.السؤال متى تنتهي مثل هذه المناظر المؤذية؟، نعم رمضان شهر الخيرات والصدقة والإحسان، أمر جميل ولكن ليس بهذا الإطار.