14 سبتمبر 2025
تسجيلعندما أسرح بذهني في سحب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم طلبه في الفيفا (طرد إسرائيل من هذه المنظمة) ولا شك أنه قرار السلطة الرسمي وليس قراره الشخصي ولا محض رأيه أو رؤيته.. ثم أسبح في ذاكرة الشعب الفلسطيني حول هذه السلطة وأنها انقلبت على خياراته مرة بعد مرة وعبر أكثر من مرحلة.. ثم أنظر فيما هي عليه اليوم.. أجدني مقتنعا لدرجة اليقين: • بأن هذه السلطة لا يمكن أن تقوم بأي نوع من المقاومة أو بأي جهد حقيقي ضد الاحتلال، حتى في المقاومة السلمية التي تزايد بها على المقاومة وتبرر تعطيلها وتعقبها لذات الشوكة..• ولنا أن نسأل: - بماذا اختلفت سلطة الحكم الذاتي الآن بعد الاعتراف بها كعضو مراقب في الأمم المتحدة وبعد توقيع الفصائل لها على اتفاقية روما لمقاضاة الاحتلال عما كانت عليه قبل ذلك؟- وإذا استثنينا حملتها الوحيدة على المستوى العالمي لترويج المغني الفلسطيني الشاب الواعد "محمد عساف" في الأمم المتحدة، واستثنينا مسابقات أكبر صحن حمص، وأطول كعكة، إلى آخر هذه السلسلة الإشغالية الإلهائية، أين الحملات السياسية والإعلامية ضد العدو، سواء على المستوى الداخلي الفلسطيني أو على المستوى الدولي والعلاقات الثنائية مع الأشقاء والأصدقاء أو على مستوى مؤسسات الأمم المتحدة؟- هل قامت بحملة أو حملات حقيقية ضد الاحتلال، وأقصد بالحملات أن تتعاون كل أجهزتها المعنية، من قانونية ودبلوماسية وثقافية واجتماعية وشعبية ورسمية، في خطة متكاملة وأداء متواصل لتحقيق منجز سياسي أو دعائي ضد الاحتلال.. - أين حملاتها لتعرية عنصرية هذا العدو الإرهابي الشاذ عن كل قواعد التقبل الإنساني؟ - أين حملاتها لنصرة القدس والحيلولة دون تهويدها؟ - أين حملاتها ضد الاستيطان وضد القتل والاعتقال اليومي وضد اعتقال النواب المنتخبين؟ - بل أين حملاتها ضد تعطيل التسوية التي هي مشروعها الوحيد وشريان حياتها؟ الحقيقة أن تصرفات ونكوصات وأفشال هذه السلطة وبهذا التوالي النمطي المستمر إنما تعطي الانطباع بأنها - أبدا - لا تريد تحقيق منجز حقيقي ضد الاحتلال أينما كان موقع هذا المنجز ووجاهته أو ضآلته في السياسة أو الوطنية أو الدبلوماسية أو الدعائية، وتعطي الانطباع بأن التعويل عليها ومحاورتها لفتح مجال ما للمقاومة بأي شكل حتى السلمي منها، فضلا عن المسلحة، هو ضرب من الخيال والعبث والأمنيات، وأن انتظار لحاقها بالشعب وقضيته في أي وقت وأي حال قد صار إضاعة للوقت وتمريرا لشرعية هي لا تستحقها. آخر القول: السلطة قد تتناول أحيانا حدثا منفكا عن سياقه تنشغل وتشغل به الرأي العام، وقد ترفع صوتها مرة في لحظة ما محسوبة بدقة ولأجل المزايدة على المقاومة، لكن خطوتها الأخيرة في الفيفا تفضح، إلى حد بعيد، هويتها وإمكاناتها وتؤشر على وظيفة ومستقبل القضية، إن ظلت تحت يدها.