02 نوفمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); في الأسبوع الفائت مرّ خبر عبر وسائل الإعلام، فيه من الظلم والإجحاف للفلسطينيين الشيء الكبير والخطير، مضمونه أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يميل إلى عدم وضع إسرائيل في قائمة سنوية للدول المسؤولة عن انتهاك حقوق الأطفال في مناطق الصراع، رغم اقتراحات بوضعها في القائمة.صحيفة (الجارديان) البريطانية كشفت عن ذلك، وقالت إن كي مون غيّر اتجاهه مؤخرا من مسألة إدراج إسرائيل في قائمة الأمم المتحدة باعتبارها سلطة محتلة تمارس قتل الأطفال والمدنيين في صراعها الدائر مع الشعب الفلسطيني. هذا الموقف وإن لم تتبناه المنظمة الدولية رسميا بعد، فيحتمل تفسيرين، الأول أن كي مون غير مطلع بما فيه الكفاية على ما تتضمنه التقارير الدولية، ومنها منظمات حقوق الإنسان بمن فيهم الأطفال، وما تنشره وسائل الإعلام المختلفة من تقارير يومية عن العنصرية الصهيونية، وانتهاكات جنود الاحتلال لإنسانية المواطن الفلسطيني وحرياته كونه لا يزال يخضع لأبشع احتلال عرفته البشرية في تاريخها، والثاني أن الأمين العام للمنظمة الدولية خضع لضغوط نشطة مارستها عليه إسرائيل عبر مكتبه في الآونة الأخيرة لضمان عدم وضع اسمها في قائمة الدول التي ترتكب انتهاكات.قائمة الأمم المتحدة بخصوص الدول التي تنتهك حقوق الأطفال ستصدر خلال الأيام القليلة المقبلة، وإذا ما حدث ذلك، فهو مدخل للدول العربية، وإلى جانبها الدول الإسلامية، لإعادة طرح قضية العنصرية الصهيونية، وتفعيل القرار الأممي رقم 3379 في العاشر من نوفمبر من العام 1975، الذي يعتبر الصهيونية حركة عنصرية وتمييزا عنصريا، وهو ما تخشاه سلطات الاحتلال ومستعدة لمقاومته بكل السبل والأشكال.أمام منظمة الأمم المتحدة ملف ضخم زودته بها المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان مليئة بشواهد وحجج عن ممارسات القوات الإسرائيلية الهمجية ضد أطفال قطاع غزة خلال الحروب التي شنتها ضد الفلسطينيين هناك منها مهاجمة المدارس والمستشفيات والمنازل والمدنيين، ومنها على سبيل المثال ما جاء في تحقيق نشرته الأمم المتحدة في أبريل أن الجنود الإسرائيليين فتحوا النار على سبع مدارس تابعة للأمم المتحدة مما أدى إلى مقتل 44 فلسطينيا كانوا يحتمون ببعض المواقع، إلى جانب مقتل أكثر من 2100 فلسطيني غالبيتهم مدنيون.هل سيرضخ بان كي مون للضغوط الإسرائيلية ولا يدرجها في القائمة التي تعد الأسوأ في العالم، في الوقت الذي تسعى فيه السلطة الفلسطينية لتقديم ملفاتها إلى محكمة الجنايات الدولية لتعرض جرائم قادة إسرائيل ضد المدنيين، وعندها سيتسم موقفه بالنفاق الشائن ويشوه بذلك سمعته أمام غالبية دول العالم. على الدول العربية ومعها الإسلامية، ودول عدم الانحياز أن تتنبه منذ الآن إلى ما سيبحثه ويناقشه بان كي مع الدول الأعضاء بخصوص هذا التقرير وإعداده، وبالتالي إحباط كل محاولات سلطات الاحتلال لرفع اسم إسرائيل من قائمة الدول التي تنتهك حقوق الإنسان ومنهم الأطفال وعدم تمريره مهما كان الأمر. جيش الاحتلال أياديه ملطخة بدماء أطفال شعب فلسطين ونسائهم وعجائزهم في كل الحروب العدوانية التي شنها منذ قيام هذه الدولة المسخ حتى اليوم، ويكفي أن ندرك أن مكونات هذا الجيش منذ البداية، عصابات مسلحة اقترفت جرائم تدين لها جبين الإنسانية الحرة، وأن العقيدة العسكرية لهذا الجيش هي إلحاق أكبر قدر من الخسائر في صفوف المدنيين كوسيلة ضغط وإرهاب، مثله في ذلك مثل العصابات التي تمارس الاغتيالات والقتل والذبح من أجل السرقة، وبالنسبة لإسرائيل فالسرقة تتمثل في الأرض الفلسطينية التي تم الاستيلاء عليها من غير وجه حق.. وإلى الخميس المقبل.