14 سبتمبر 2025

تسجيل

. . وأخيراً نطقت "وقود"

04 يونيو 2007

  وأخيرا.. نطقت (وقود) بعد أزمة في بترول السوبر والديزل لم يسبق أن تعرضت لها قطر، وبعد أن ارتفعت الأصوات في كل مكان من تحول هذه الأزمة الى شبه (ظاهرة) في عدد من المحطات. وللأسف ظلت (وقود) صامتة وكأنها تريد القول (لا أرى. . لا أسمع. . لا أتكلم)، وهو منطق يفترض ان الزمن قد تجاوزه، خاصة مع شركة تمثل عصب الحياة الاقتصادية في المجتمع، فنحن لا نتكلم عن تغذية السيارات او الشاحنات او المركبات بالبترول والديزل، فهناك مشاريع كبرى معتمدة على ذلك، بل إن استقطاب المزيد من الاستثمارات، والتي تعمل الدولة ليل نهار في تنفيذ خطط استثمارية كبرى بخصوصها، قد تتأثر بسياسة (السكوت) التي اعتمدتها شركة (وقود) منذ بدء الأزمة قبل نحو ثلاثة أسابيع، وهو ما أشارت إليهعبر تحقيقات ميدانية، اضافة الى التنمية الشاملة- التي تشهدها بلادنا في ظل نهضة كبرى، تعتمد على الطاقة بشكل رئيسي.وبغض النظر عما جاء في المؤتمر الصحفي الذي عقده نائب رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب لشركة قطر، والذي ايضا بحاجة الى وقفة، فإن مبدأ تجاهل (الأزمة) وعدم الالتفات الى ما أثاره اصحاب الشأن، والاستخفاف بما نشرته وتنشره وسائل الاعلام يوميا تقريبا، لا ينبغي أن يكون ضمن نهج هذه الشركة، التي طالما تحدثت عن مشاريع كبرى مع بداية انطلاقتها، إلا أنها حصرت نفسها اليوم في محطة بترول واحدة دشنت قبل أشهر، وأخرى من المتوقع تدشينها خلال الأسابيع القليلة القادمة، فأين هي تلك المشاريع يا (وقود)؟ الاخوة في (وقود) وحسب ما جاء بالمؤتمر الصحفي زعموا أمس أن سبب الأزمة هو الزيادة غير المتوقعة في استهلاك الوقود، الى جانب استيراد إعداد كبيرة من السيارات والشاحنات، والسؤال: لماذا حدثت (الأزمة) فجأة ودون مقدمات؟ نقص الوقود من السوق - محطات البترول - لم يحدث بصورة تدريجية، وهو لو حدث لقلنا ان الأمر بالفعل جاء نتيجة طبيعية لزيادة المشاريع، والأعداد الكبيرة من السيارات والشاحنات التي نزلت الى سوق العمل، وان كان هذا أصلاً غير مبرر، فالجميع يعلم، حتى الأطفال في المدارس ، ان الدولة تشهد طفرة في جميع المجالات، وعلى مختلف الأصعدة، ويتم الاعلان عن أي مشروع بوقت، وبالتالي إذا لم تكن (وقود) مستعدة لهذه الطفرة التي تشهدها بلادنا فمن هي الجهة التي استعدت إذن؟ القراءة المستقبلية للمرحلة المقبلة، وبناء الخطط في ضوء ذلك، أساس أي تطوير نريده، أما إذا ظللنا دون تخطيط فإننا نسير بعشوائية، وهذا يجب ألا يكون في دولة تنشد موقعا متميزاً على الخريطة الدولية.الازمة انتهت - كما قالت وقود - ولكن المتابعة والتفاعل مع الرأي العام، والتجاوب مع احتياجات المجتمع، تنتظر نهجا وسياسة جديدة، فهل نتوقع ذلك من (وقود) خلال المرحلة المقبلة؟