16 سبتمبر 2025
تسجيليرى علماء النفس أن السلطة المطلقة تخرج أسوأ ما في النفس البشرية وهي حقيقة تم اكتشافها في أوائل السبعينات من القرن الماضي في واحدة من أغرب وأصعب تجارب علم النفس، تجربة جرت أحداثها في جامعة ستانفورد وسميت بـتجربة «سجن جامعة ستانفورد»، أشرف عليها عالم النفس الأمريكي فيليب زيمباردو، وجعلت علماء النفس من يومها يؤمنون أن الجلاد ليس إلا شخصاً عادياً، وضع في ظروف وأعطى صلاحيات حولته إلى وحش قاس يستمتع بتعذيب الآخرين واذلالهم. ماذا يحدث للشخص اذا أعطى سلطة مطلقة؟، وشعر أن ليس لديه رقيب أو حسيب، وأن بإمكانه فعل ما يحلو له ؟ دون أدنى إحساس بتأنيب الضمير ؟!. بتجربة في سجن ستانفورد والتي هي من أغرب التجارب في التاريخ !! تم عمل الدراسة التى أثارت جدلا واسعاً حيث قام الرجل بتقسيم مجموعة من الطلبة لمجموعتين، مجموعة لعبت دور مساجين و الأخرى سجانين، في سرداب جامعة ستانفورد الذي تم تقسيمه ليبدو كسجن. ثم قام الرجل بإحكام الحبكة لدرجة أخذ الطلبة»المساجين» من بيوتهم مقيدين بالأصفاد، على يد الطلاب الذين لعبوا دور السجانين و قد ارتدوا زي ضباط شرطة. كانت القاعدة الوحيدة في اللعبة هي: (لا قواعد) أي على السجانين اتخاذ كل التدابير اللازمة كما يحلو لهم، دون أي مساءلة من أي نوع كان، أي اعطاؤهم كامل الصلاحيات دون محاسبة. وكانت النتيجة كارثية أثارت جدلا أخلاقيا واسعاً في الأوساط العلمية، راقب الرجل في قلق التحول المرعب الذي حدث للسجانين الذين يشعرون ألا مساءلة لهم مهما فعلوا. فقد فوجئ وهو يراقبهم عبر شاشات المراقبة، كيف أصبحوا يتعاملون بخشونة وعنف لدرجة تعذيب زملائهم، رغم أنهم عرفوا بتهذيبهم وهدوئهم وتفوقهم الدراسي الذي جعلهم يلتحقون بهذه الجامعة العريقة. أوقف الرجل التجربة فوراً، وقد استنتج شيئا أصبح موجودا في كل مراجع علم النفس الاجتماعي الآن، وهو أن السلطة المطلقة تخرج أسوأ ما في النفس البشرية، من ظلم واستعباد وإهانة وقهر للناس واذلالهم ولكن لكل فرعون يوم، ولكل ظالم نهاية، فالظلم سلوك منتهي والحق حقيقة دائمة وإن طال التسلط. خاطرة،، احذر من أن يغريك فخ السلطة المطلقة لأنه سيصنع منك في نهاية المطاف «فرعوناً» من نوع فاخر.