12 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يوم الأربعاء الماضي كان يوما فارقا في تاريخ العراق المعاصر والذي كان مخبوءًا في وثائق سرية أو منشورا في صحف كوثيقة كيفونيم لتقسيم الوطن العربي والعراق أوله بات واضحا على رؤوس الأشهاد وكما يقول المثل الشعبي " على عينك ياتاجر " فقد ناقشت لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأمريكي مسودة مشروع قانون، يتضمن السماح بتمويل أمريكي مباشر لكل من البيشمركة وقوات أمنية سنية، على أن تعامل كل من هذه القوات كـ «دولة» لتفي باشتراطات منح التمويل الأمريكي المباشر المنصوص عليها دستوريا.ويوم الأربعاء أيضا التاسع والعشرون من أبريل الفائت ذكر مركز بغداد لحقوق الإنسان أن عناصر مسلحة تنتمي لميليشيات متنفذة هددت وطردت نازحي الأنبار من بغداد وهددت بالقتل من يبقى منهم لذلك فقد شهد نفس اليوم حركة نزوح معاكسة واسعة لأهالي الأنبار للعودة إلى ديارهم بسبب التهديدات التي يتعرضون لها من قبل قوى طائفية معلومة ومجهولة . الأمر لم يقتصر على النازحين بل امتد الذعر إلى أهل السُّنة جميعا وفي أي مكان من العراق من قوات الحشد الشعبي وفرق الموت إذ باتوا جميعا مهددين بالقتل والخطف والموت في أي لحظة وفي أي مكان حتى ولو في بيوتهم وبين أُسَرهم ،وأضحوا واقعين بين مطرقة الميليشيات الطائفية وسندان داعش أي محاطين بالموت من كل جانب دون مغيث ولا منقذ . في العراق اليوم نحو 36 من التنظيمات والميليشيات المسلحة التي تمولها وتدربها وتقودها إيران من أجل سحق أهل السنة وإذلالهم وتفتيت العراق ليبقى حديقة خلفية لإيران الفارسية التي يتربع على سدة حكمها مجموعة من الملالي المتعصبين وليصرف النظر عن التركيبة العرقية المتنوعة التي تتكون منها إيران ويتميز فيها الفرس بأعلى المناصب والذين لا يتجاوزون 51 بالمائة من مجموع الشعب الإيراني إذ تحاول حكومة إيران عدم نشر إحصائية رسمية بالتوزيع العرقي، بسبب سياستها القائمة على تفضيل العرق الفارسي، لكن تقديرات أميركية (CIA World Factbook) ذكرت أن التركيبة العرقية تتكون من : فرس 51% وآذريين (أتراك) 24% وجيلاك ومازندرانيين 8% وأكراد 7% وعرب 3%، لور 2%، بلوش 2%، تركمان 2%، أعراق أخرى 1%. وهناك تقدير آخر: فرس 49%، آذريون (أتراك) 18%، أكراد 10%، جيلاك 6%، مازندرانيون 4%، عرب 2.4%، لور 4%، بختيار 1.9%، تركمان 1.6%، أرمن 0.7%. حيدر العبادي اعترف أنه لا يستطيع الوقوف في وجه هذه الميليشيات بل وأنحى باللائمة على أهل السنة واعترف في كلمته أمام مجلس النواب بوجود ضغوط عليه لإخراج النازحين من بغداد، وقال إن " أغلب النازحين يتحملون ما حصل في محافظاتهم، ولو أنهم ثبتوا وواجهوا الإرهاب لكان الأمر أسلم ".وكأنه يقول لهم إما أن تموتوا بنيران داعش أو تموتوا بنيران الميليشيات وفرق الموت فالمسؤولون العراقيون باتوا من أيام المالكي لا يكترثون لا بأرواح من مات من العراقيين الذين فاق عددهم النصف مليون ولا بمعاناتهم التي فاقت الخيال ولا بانسياحهم في جهات الأرض الأربع مع مافي ذلك من آلام وهم الذين لم يبرحوا العراق ولم يقدروا على فراقها حتى وقع الاحتلال وجرى فيهم القتل والترويع . وحسب تقريرنشرته صحيفة الحياة اللندنية فإن عدد اليتامى الحالي يقدر بما لا يقل عن 7 ملايين يتيم وعدد الأرامل يفوق الثلاثة ملايين ومعظمهم يعاني من سوء التغذية والأمراض المزمنة وأن قسماً كبيراً منهم إما مقعدون أو عجزة ، فيما تضم دور الأيتام عدداً قليلاً منهم , بل وذكر تقريرمنظمة اليونيسيف أن الميليشيات المسلحة استخدمت الأطفال وتستخدمهم في العمليات الحربية وفي التفجيرات الانتحارية دون أن يعلم هؤلاء الأطفال بما يقومون به .والسؤال الذي يطرح نفسه هو : من قسَّم العراق !؟ ومن قتل هؤلاء ؟ إنها متلازمة الإرهاب ولكن من صنع هذا الإرهاب ومكَّنه من العراق ومن المستفيد من استمراره ؟ لقد جاءت أمريكا إلى العراق بكذبة اسمها مقاومة الإرهاب ودفعت - كما صرح مؤخرا بريمر- تريليون دولار ونحو 5 آلاف قتيل وعشرات الآلاف من الجرحى والمصابين والمرضى النفسيين لا لتجتث الإرهاب بل لتنشئه وتتعهده ولتدمر العراق تراثا وحضارة حاضرا ومستقبلا مؤسِّسة مجلسا للحكم على أساس طائفي أساسه عدد الشيعة العرب والسنة العرب والسنة الأكراد وقد جرى ذلك بموافقة إيرانية وبقسمة ضيزى معها والعرب عنهما غافلون وكلاهما صنع داعش لتكون وسيلة هذا الإرهاب المزدوج ووسيلة فاعلة إلى هذا التفتيت مستخدمين حكومة المالكي في العراق وحكومة بشار الأسد في سوريا . و قد اشار إلى ذلك العالم الجليل الدكتور القرة داغي في المؤتمر الدولي بمكة المنعقد في أواخر فبراير 2015 فقال : "إن الإرهاب صنعه الاستبداد والدكتاتورية والقضاء على الشرعية ونماه نظام بشار الأسد في سوريا ونظام نوري المالكي في العراق فلم يكن الإرهاب موجودا قبل هذين النظامين فأهل السنة في العراق حينما تمكنت القاعدة في تلك المناطق طردوهم في خلال شهرين فقط". وأضاف "ونحن نعلم علم اليقين حينما جاء داعش إلى الموصل وعددهم لا يزيد عن 3000 وتركت لهم أسلحة خمس فرق وحوالي 2000 دبابة وما لا يحصى من أسلحة النخبة الأمريكية المتطورة.. "، وذكر د. القرة داغي أن الإرهاب يصنع لأجل تفرقتنا ولأجل تشويه الإسلام " . لنعترف أن الأنظمة الفاشية ومجموعات المصالح بتآمرها على الثورات العربية وبفكرها الإقصائي الأحادي وبرفضها للتوافق والمسار الديمقراطي قد أفسحت للإرهاب مجالا و أعطته أكثر من قبلة حياة حتى في البلاد التي لم يكن متوقعا وجوده فيها بهذا الزخم وعلى هذا القدر من العنف والإجرام . فغياب الديمقراطية والإصلاح و غياب مشروع عربي سني نهضوي مقاوم وضع المنطقة كلها في هذا المأزق فإما أن تحارب وتتمزق وإما أن تموت بينما نجد المشروع الفارسي الصفوي الذي هو الآن على شكل هلال ممتد من اليمن وأطراف الخليج العربي مرورا بالعراق وصولا إلى لبنان وسوريا يوشك أن يتحول إلى بدر كبير على حد تعبير ولي عهد المملكة العربية السعودية السابق مقرن بن عبد العزيز ملتهما مساحات أكبر من الوطن العربي الكبير وهو مايحتم على الدول الكبيرة الباقية أن تتوحد وتتبنى مشروعا عربيا واحدا يملأ الفراغ ويقف بصلابة في وجه الحركات والتنظيمات الإسلامية المتطرفة من جهة وفي وجه المشروعين المتناميين العدوانيين الفارسي والصهيوأمريكي خاصة وأن أمريكا اليوم شأنها شأن حكومة العبادي تتحالف علانية مع إيران وتتقاسم معها العراق وتسمح لها بقيادة العمليات العسكرية في العراق ضد تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش ) وضد السنة فالسكوت على المجازر اليومية بحق العرب السنة مشاركة وظهور العبادي المتكرر مع قيادات إيرانية ميدانية مصاحبة للحشد الشعبي الطائفي دليل على سماح الحكومة العراقية لطهران بالتدخل العلني في أمورها مما يعزز فكرة التبعية العراقية لطهران .واستخدامها للورقة الطائفية والمذهبية والإثنية لتغذية العنف والإرهاب وقتل أهل السنة والتنكيل بهم والانتقام منهم . وأخيرا فإن الخطر الفارسي لم يعد قاصرا على ماهوعليه الآن من إرهاب في اليمن والعراق وسوريا بل إن مشروعه العدواني بات يشمل كل الدول العربية وحتى الإسلامية كما أفصح قاسم سليماني في البرلمان الإيراني خلال لقاء جمعه مع كتلة المحافظين في البرلمان وحضره رئيس البرلمان علي لاريجاني حيث قدم سليماني تقريراً حول آخر التطورات والعمليات الخارجية لإيران و للحرس الثوري الإيراني في اليمن و العراق و سوريا ولبنان وأفغانستان ومصر وباكستان .إننا كما قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن حميد، في خطبة الجمعة الفائتة بحاجة إلى عواصف حزم لاجتثاث التطرف والإرهاب والطائفية والعنصرية والفقر والفساد." فبغير هذه العواصف على مستوى الفرد كما على مستوى الأمة لا يمكننا أن نواجه الإرهاب ومن يقفون خلفه وبغير العدل ودولة المؤسسات و المواطنة الكاملة والمساواة أمام القانون لا يمكننا أن نواجه التحديات الراهنة وفي طليعتها الإرهاب المتربص بنا من كل مكان .