14 سبتمبر 2025
تسجيلفي عالمنا العربي الجميل هل مسموح لأي موظف في أي مؤسسة، أو إدارة، أو مصنع، أو مدرسة، أو مستشفى أن يقدم لمديره رؤية طموحاً، أو خطة عمل متطورة، غير التي ينتهجها الأستاذ المدير؟ هل يمكن لأي موظف أن يقدم تصوره للوصول إلى نتائج أفضل بفكرة جديدة تؤدي إلى إبعاد كل أشكال التعقيد لمساعدة الموظف والجمهور للوصول إلى "المراد" في أقل وقت، بأقل جهد، بأكفأ أداء ممكن؟ هل يجرؤ المدرس على أن يدلو بدلوه في مسألة "المنهج الدراسي مثلاً" الذي من المفروض أن يدرسه وهو يرى عقمه، وعدم جدواه، ووجوده كعدمه لعدم توافر الفائدة المرجوة، أو لأنه يشغل ذهن الطفل مثلا بحشو التلقين المزعج الذي كثيراً ما يحول الطالب إلى ببغاء؟ هل يجرؤ المشرف في أي مشروع أن يقول للسيد المهندس المسؤول إن "الصبة" لا تخضع للمواصفات المطلوبة بالنسب المحددة للأسمنت، والرمل، وأن ما يقوم به يمكن أن يعرض البناية لخطر فادح؟ أو أن يقول لمهندس المشروع إن أطنان حديد التسليح الخاصة بالأسقف أقل بكثير من المفروض أن توضع وهذا ينبئ بكارثة انهيار المبنى على أرواح بريئة؟ هل يجرؤ أن يكتب تقريراً لمهندسه ليقول إن المبنى يفتقد إجراءات الأمن والسلامة التي تشي بما لا تحمد عقباه؟ هل يجرؤ موظف يرى مصنعه وهو يغير أوراق المنتجات منتهية الصلاحية إلى أوراق صلاحيتها حديثة في أجرأ استغفال للناس، واستهتار بصحتهم وفي غيبة من ضمير مسافر بإجازة مفتوحة إلى أن يتم الضبط وإنقاذ الناس من تناول ما لا يصلح للاستهلاك الآدمي؟ هل يجرؤ أن يقول طبيب لمديره إن "السيستم" المستحدث في العمل عطلنا، وعطل الناس، وأن أيام الورقة والقلم "يا محلاها" أمام أخطاء السيستم الفادحة بعد أن أصبح العاملون على تغذيته لا يمدونه بما يلزم ليحفظ أهم ما يجب أن يحفظ من معلومات علاوة على بُطئه؟ مثال على الماشي من عجائب "السيستم" المثل واقعي وحدث وأشخاصه على قيد الحياة! "جلست المريضة أمام الطبيبة التي نابت عن الاستشاري الذي كان من المفروض أن يرى حالته التي يتابعها من أول الحمل، سألت الطبيبة المريضة، "انتي حامل في كم شهر"، ذهلت المريضة من السؤال، أصابها وجوم، لم ترد! عادت الطبيبة تسألها انتي حامل كم شهر؟ ردت المريضة وهي ترتجف "أنا حملت، وولدت، وبنتي ماتت، ودفنتها في أبوهامورمن شهرين"، ثم راحت المريضة في نوبة بكاء، حاولت الطبيبة تهدئتها وقد تعاطفت مع مشاعرها وراحت تعتذر وتقول "اصل مفيش حاجة قدامي بتقول إنك ولدتي أو أنك فقدتي الطفلة" وردت المريضة الموجوعة عادي يا دكتورة فلقد كنت أتلقى بعد وفاة الطفلة بشهر اتصالات من المستشفى تبلغني بمواعيدي مع الاستشاري المتابع للحمل، أي مواعيد، وأي متابعة وأي حمل والبنت ماتت واندفنت، السيستم ما عرفش؟ ما حدش قله، كان لازم يعرف، وياريت المستشفى أيضا يعرف كم كانوا يسببون لي من آلام مع كل اتصال لمتابعة الحمل وأنا بنتي من زمان في المقبرة!!نترك الأم المحزونة، والسيستم الذي مازال يطلب المرضى ليراجعوا المستشفى وقد أصبح الحمل في خبر كان، والطفلة في خبر كان، لنسأل من جديد هل ممكن أو مسموح لأي موظف تواضع موقعه أن يقول لمسؤوله "العود" هنا خلل، أو هنا أمر يشي بكارثة، أو هنا غياب للضمير يضر بالناس، أو هنا لا مبالاة قاتلة، أو هنا نهج عقيم، أو أو أو؟ لماذا؟ لأننا في عالمنا العربي الجميل نخاف.. نعم نخاف من أن نتكلم وشعارنا الأبدي "واحنا مالنا.. خلينا جنب الحيط" وتكبر الأخطاء كل يوم.. نراها.. لكننا نمارس هز الأكتاف، وقول يا باسط. * * * طبقات فوق الهمس* لن تستطيع الحصول على غد أفضل إذا لم توقف التفكير بالأمس، يعني منقلش كنا وكان، لا مجال للفرجة على "فاترينة" الماضي، المجال للجديد الذي نقدمه للغد.* قد يراك البعض رائعاً تقياً أو يراك البعض عربيداً سيئاً، مطلوب ألا تبالي بهذا أوبذاك، لا تهتم بمدح فلان، ولا قدح فلتان، فأنت وحدك أدرى بذاتك، التفت إلى الآية.. بل الإنسان على نفسه بصيرة!!* قد ترى جبالاً من الحسنات، والإيجابيات، والأمور الرائعات في فلان، لكن سبحان الله قد تتغافل عن كل ما رأيت من جمال لتبحث بمنكاش تحت أظافره عن سلبيات!!* ما من أحد منا ولد ومعه مصباح علاء الدين الذي يحقق له أمانيه، ولكننا ولدنا وفي صدورنا قلوب إن أخلصت النوايا حقق الله لها كل ما تريد، فقط صبراً جميلاً.* الأرزاق مال، وسلطان، وجاه، وكلما خالطت البشر أكثر تأكدت أن الأخلاق تماماً مثل الأرزاق فيها أغنياء جدا، وفيها فقراء جدا جدا.* بالتليفزيون، والإنترنت، والماسنجر، والواتس أب، مشاعرنا تسرق، عواطفنا تموت، وننعم بالخرس العائلي الذي يحرم البيت الواحد من مجرد اللقاء على الغداء.* يقول الشيخ ابن تيمية: مثل الاخوة في الله كمثل اليد والعين، فإذا دمعت العين مسحت اليد دمعها، وإذا تألمت اليد بكت العين لأجلها.* أجمل ما تقابل في الحياة مع النفاق والرياء، والمجاملة، والتلون، رجل صادق يسمع وينصح. * * * وجع قلب* إرضاع الكبير، ضرب إسلام بحيري في ثوابت الدين، دعوة آل الشوباشي لخلع الحجاب، الجنس الحلال قبل الزواج كلها عاهات متلاحقة هدفها هدم مصر، الغريب أن الأزهر يلتحف عباءته متدفئاً بها ولا نسمع له صوتاً، ولا حس ولا خبر، لك الله يا مصر.