13 سبتمبر 2025

تسجيل

عوالم الشعر "1"

04 مايو 2013

في كثير من الأحيان أتجاذب أطراف الحديث مع الصديق الأديب أحمد حافظ.. ونظراً لارتباط الصديق بالشعر والشعراء، فإننا نستحضر سيرهم وأقوامهم وإبداعاتهم وإخفاقاتهم.. والإنسان العربي مرتبط بهذا الإطار الإبداعي منذ أقدم العصور ويترنم بالشعر في كل آن ولا أعتقد بأن هناك من لا يحفظ عشرات الأبيات. قد لا يعرف من هو القائل. ولكن أصبح يرددها كإطار ملتصق بالذاكرة. في بعض الأحيان أطرح على ذاتي بعض الأسئلة. لماذا يرحل بعضهم سريعاً؟ وفي قمة العطاء والألق. لماذا يغيِّب الموت أبرز الأسماء.. وهذا مثلاً لا ينطبق على الشعراء العرب فقط ولكن يشمل أرجاء العالم المتحضر. نعم. لقد رحل طرفة بن العبد لأسباب قبل أن يكمل العقد الثالث من عمره ورحل الهمشري والشاعر القطري محمد عبدالوهاب الفيحاني وأبو القاسم الشابي وجبران خليل جبران، كما رحل كافكا ولوركا ورامبو وغيرهم، بعضهم لم يصل إلى العقد الرابع من عمره، والأسباب متعددة. ماذا لو عاش هؤلاء سنوات وسنوات، طبعا هذا من علم الغيب. هل كان نتاجهم الإبداعي أكثر عمقاً وأصالة، ولماذا غلفت حياة العديد منهم مواقف خلقت فجوة مع الحياة. هناك - كما ذكر العديد من الباحثين والدارسين - أسباب عدة تغلف واقعهم. بعضهم قد تعرض للموت من جراء موقف تصادمي مع الآخر. والبعض انهار لأسباب مختلفة. ومع رحيلهم المبكر، إلا أن نتاجهم ظل باقياً في ذاكرة الأجيال. لماذا استحضرهم الآن. ذلك من الشعب التونسي ومعه كل الأصوات من المحيط إلى الخليج تردد ترنيمة أبو القاسم الشابي: إذا الشعب يوماً أراد الحياة.. نعم لقد حفظنا هذه الرائعة ونرددها في كل حين كما يردد العشاق في الخليج ترنيمة الفيحاني. شبعنا من عناهم وارتوينا.. وللحديث بقية.