19 سبتمبر 2025

تسجيل

هل التعايش مع الغرب وهم؟

04 أبريل 2016

خطابات التعايش بين الغرب بقسميه النصراني واليهودي وبين المسلمين، بحاجة إلى صياغة جديدة وفهم أعمق لمفهوم كل طرف للتعايش، فالمفاهيم كما نعلم، هي نتيجة معتقدات وثقافات، فما يُعتقد بصحته الغرب مثلاً ليس من الشرط أن يكون كذلك عند المسلمين والعكس صحيح.في القرآن الكريم الأمر واضح وبيّن في الآية الكريمة "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم"، وقد جاء في تفسير الطبري أنه "ليست اليهود، يا محمد، ولا النصارى براضية عنك أبداً، فدع طلب ما يرضيهم ويوافقهم، وأقبل على طلب رضا الله في دعائهم إلى ما بعثك الله به من الحق، فإن الذي تدعوهم إليه من ذلك لهو السبيل إلى الاجتماع فيه معك على الألفة والدين القيم.ولا سبيل لك إلى إرضائهم باتباع ملتهم، لأن اليهودية ضد النصرانية، والنصرانية ضد اليهودية، ولا تجتمع النصرانية واليهودية في شخص واحد في حال واحدة، واليهود والنصارى لا يجتمعان على الرضا بك، إلا أن تكون يهودياً نصرانياً، وذلك مما لا يكون منك أبداً، لأنك شخص واحد، ولن يجتمع فيك دينان متضادان في حال واحدة".المسألة إذن دين وعقيدة ومفهوم لا يمكن تغييره، مهما حاول أصحاب خطابات التعايش من الطرفين الترويج إلى غير ذلك. لنكن صرحاء جداً ونقول بوضوح بأن هناك عدم رغبة من المعسكر الغربي في الاقتناع بهذا الدين، مهما قلنا له عن مبادئه وتعاليمه السمحة العادلة، فتلك هي العلة الأصيلة في هذا الأمر.الأمر كما يقول صاحب تفسير الظلال: "ليس الذي ينقصهم هو البرهان؛ وليس الذي ينقصهم هو الاقتناع بأنك على الحق، وأن الذي جاءك من ربك الحق، ولو قدمت إليهم ما قدمت، ولو توددت إليهم ما توددت. لن يرضيهم من هذا كله شيء، إلا أن تتبع ملتهم وتترك ما معك من الحق..". هذا هو لب الأمر كله، بل لم لا نقول إن دعوات التعايش ربما تكون أقرب إلى الوهم أو هي الوهم ذاته، وشواهد الأحداث أكثر من أن نحصيها.